الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف يحول بيني وبين الناس والدراسة والمستقبل، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

عمري 21 سنة، طالبة جامعية، تركت الجامعة بسبب الخوف، كنت أتوقع أن الدراسة مجرد أيام وتنتهي، لكن مضت سنة، وأنا أخاف من الخروج من المنزل أو البقاء فيه لوحدي، وأخاف من مقابلة الناس، وأرفض أن أرى أحدا، وإذا طلبوا مني الخروج أشعر بتوتر وبرودة في أطراف قدمي وصداع، وأحس بنبضات قلبي تزداد وكأن جبلا قابعا فوق صدري.

أحيانا أشعر بالرغبة في البكاء والصراخ، لا يوجد ما يشعرني بالسعادة والفرح، ولا أعرف سبب هذه الأعراض، وقد حاولوا عرضي على راق شرعي لكني رفضت، لأني أشعر أني متعبة ولا أتحمل شيئا، وأفكر كثيرا في الجامعة والمستقبل، لكن الخوف جعلني بهذه الصورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمجاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك خوف عام يُصيب الإنسان في كل المواقع، ولا يكون مربوطًا بشيء، وهناك خوف خاص - أو ما يُسمَّى بالرهاب أو الفوبيا - وهو خوف من شيء مُحدَّد، وفي حالتك قد يكون خوفك من الخروج من المنزل - أو ما يُسمَّى برهاب الساحة أو رهاب الخلاء - الشخص يعتريه خوفًا شديدًا وقلقًا إذا أراد أن يخرج من المنزل، تُصيبه ضربات قلب وارتباك، ولا يرتاح إلَّا إذا لغى هذا الخروج وبقي في المنزل، وإذا خرج يتعب بشدة، وقد يرجع إلى المنزل بأسرع وقت، هذا يُسمى برهاب الخلاء أو رهاب الساحة -أختي الكريمة-.

والاكتئاب هنا اكتئاب ثانوي ممَّا حصل لك، وطبعًا هذا يؤثِّر على الحياة بدرجة كبيرة، وفي حالتك أثّر على الدراسة، ولك الآن سنة، تركت الذهاب إلى الجامعة، وطبعًا هذا يُسبِّب اكتئابًا، وهذا الشيء له علاج - أختي الكريمة - وعلاجه سلوكي في المقام الأول.

تحتاجين إلى معالج نفسي يُساعدك سلوكيًا للتخلص من هذا الخوف بالتدرّج، يقوم بعمل تدرُّج منضبط، مثلاً تخرجين إلى مسافة قصيرة حتى يزول الخوف وتسترخين ثم ترجعين إلى المنزل، وهكذا تزيدين المسافة مع الاسترخاء، حتى تستطيعي التغلب على هذا الخوف، وترجعي إلى حالتك الطبيعية.

وهناك علاجات أيضًا يمكن أخذها مع العلاج السلوكي مثل الـ (سبرالكس) أو (باروكستين) فهي تفيد أيضًا مع العلاج السلوكي في علاج هذا الخوف أو الرهاب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً