الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي عصبي وشديد الانفعال وسريع الغضب.

السؤال

السلام عليكم.

بعد تردد كبير قررت أن أطرح مشكلتي هنا لعلي أجد إجابة تثلج صدري.

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات والحمد لله إلا أن زوجي من النوع العصبي، والذي ينفعل لأتفه الأسباب، ثم يلقي باللوم علي ويسمعني وابلاً من الألفاظ القبيحة والمشينة، ويرفس الباب بقوة ويكسر ما وجد أمامه أو أي زجاجية، كراسي طاولة، يفعل ذلك مثلا إذا لم يجد شيئاً ما يخصه، أو أن أتأخر عليه في شيء.

الآن رزقت ببنت ولكنه مع الأسف بقي على نفس الطبع، ولا يراعي إن كانت نائمة فيغلق الباب بشدة إن كان غاضباً حتى يخيل لك أنها قنبلة انفجرت، سواء أكان ليلاً أو نهاراً .... إلى غير ذلك.

سؤالي هو: أنا أفكر في الطلاق، لا أريد لابنتي أن تعيش في جو من الرعب، فما نصيحتكم لي؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oum حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي -وفقك الله- أن الكمال في البشر قليل، وما من شخص إلا وعنده صفات نقص، ذلك لأن الحياة الدنيا طبعت على وجود المنغصات فيها، ولا يوجد حياة صافية من الكدر إلا في الجنة، نسأل الله أن يجعلنا من أهلها.

وعليه: فما ذكرته من حال زوجك هو بسبب نظرك إلى الجانب السلبي فيه فقط، ولم تنظري في الجوانب الإيجابية الأخرى لديه؛ لأن النظر أثناء تقييم الشخص لا بد أن يكون شاملاً لجوانب الخير والشر لديه، حتى ينظر أيهما أكثر فيه، ويحكم عليه من خلالها.

صحيح أن زوجك عصبي لكن ربما يكون لديه صفات إيجابية أخرى، لا توجد في غيره فتغمر سلبياته في حسناته! وكونك تتخيلين زوجاً مثالياً لا عيب فيه! فهذا تصور خيالي وغير واقعي، وهو كذلك لو تصور زوجة مثالية لا عيب فيها! فهو تصور خيالي غير واقعي.

لذا لا بد من أن نعتدل في التصور ونبتعد عن الخيال والمثالية الزائدة حتى نستطيع أن نتكيف مع النقص الحاصل في البشر.

لذا نصيحتي لك أن لا تفكري في الطلاق، بل فكري في كيفية معالجة المشكلة! وذلك من خلال الخطوات الآتية:
- انظري في إيجابيات زوجك وصفاته الطيبة، من أجل أن تتغير النظرة إليه أولاً، ثم حاولي أن تنظري في سبب المشكلة، والبحث عن علاجها ثانياً، وذلك من خلال:
- الحوار والتفاهم، والتعامل الحسن معه، وإشعاره بالحنان والاحترام، وإبعاد أي سبب يؤدي إلى انفعاله.

- كما أن عليك نصحه أن يسعى في تدريب نفسه على الهدوء والتحمل، خاصة بعد وجود أولاد لديه، وبضرورة تغيير سلوكه حتى لا يؤذي البنت بتصرفاته، أو أن يكون قدوة سيئة لأولاده بأفعاله من الآن.

- كما ينصح بمعالجة أسباب الغضب بكثرة ذكر الله سبحانه، والاستعاذة من الشيطان الرجيم، والوضوء، وتغيير الهيئة.

- لا بأس أن يعرض حاله على طبيب مختص، فربما يحتاج إلى بعض الأدوية، ويمتنع عن بعض الأطعمة والأشربة التي تزيد في توتره وعصبيته.

- عليك بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه، بصلاح الحال، فإن الدعاء باب عظيم من أبواب حل المشكلات.

- كما ننصحكم بإصلاح علاقتكم بالله، والبعد عن معاصيه، وجعل البيت مكاناً للطاعات والقربات، فإن البيوت العامرة بالطاعة تقل فيها المشكلات، والبيوت العامرة بالمعاصي والمنكرات تعشش فيها الشياطين، وتكثر فيها المشكلات.

أسأل الله أن يصلح أحوالكم، ويوفقكم لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً