الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطرابات نفسية وأفكر بالموت في كل لحظة، هل أذهب للطبيب النفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم على المجهودات المبذولة، والله اكتشفت موقعكم منذ يومين وقرأت حالات تشبه حالتي، لكنني لا زلت خائفة.

أنا شابة عمري ٢١ سنة، كنت بخير لا أفكر في الموت إطلاقا، لا أكذب، لم أكن من المحافظين على الصلاة، قبل ٣ أسابيع زارتنا صديقة أمي فقالت: هل أنت ابنتها؟ -ما شاء الله- لم أحس بشيء حينها، وفي الليل بينما أنا أشاهد التلفاز أحسست بغصة في قلبي، ثم تسارع نبضات قلبي، أصبحت أصرخ، بعدها انهرت بالبكاء، ثم هدأت، لم أعرف ما أصابني؟ لكنني أحسست أن الموت يطاردني، كل يوم صوت يقول ستموتين الآن، بعد قليل، غدا، بعد أربعين يوما.

هل ملك الموت يرسل إشارة قبل ٤٠ يوما؟ أعلم أن الأعمار بيد الله وحده، لكن الإحساس الذي يراودني دمرني، أتساءل كيف أموت ويتوقف قلبي، وأسأل كيف أمر عن الصراط؟ أنا على وشك الجنون، والتفكير في كل هذا مرعب وغريب.

أخاف الموت، أخاف مغادرة هذه الحياة، لا أريد الموت لأنني لست جاهزة، أنظر إلى أهلي كأنها آخر مرة، هل هذا عقاب من الله عن تقصيري في صلاتي؟ أصبحت أحب الانعزال، وأعاني من جفاف الفم والسرحان كثيرا.

عندي اختبارات بداية الأسبوع، لكنني أقول لنفسي لماذا أدرس وأنا سوف أموت قريبا؟ أنا منهارة وأعاني من خمول شديد، لا أحس بلذة في صلاتي ودعائي.

أرجوكم دلوني ما هذا؟ لا أريد إثارة قلق عائلتي، هل أزور الطبيب النفسي، أم أنها فترة وتزول؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، هذا الذي حدث لك -أيتها الفاضلة الكريمة- هي نوبة هرع، أو ما يسمى بنوبة الفزع أو الهلع، ومن الواضح أنك ربطت هذا الأمر بالعين حيث ذكرت أن تلك المرأة صديقة والدتك أعجبت بك مع أنها ذكرت ما شاء الله قد استنتج الإنسان أنه ربما أصابتك عين منها، أنا أقول لك أن العين حق، لكن أرجو أن لا يكون تفكيرك على هذه الشاكلة، لأن الله خير حافظ، ونوبات الفزع والهلع هذه تأتي في بعض الأحيان دون أي مقدمات ودون أي روابط.

بعض الناس لديهم أصلاً عوامل مهيئة وعوامل مرسبة للإصابة بهذه النوبات، نوبات الفزع بالفعل تشعر الإنسان بكتمة وضيق شديد، بغصة في القلب، ربما تسارع في ضربات القلب، وشعور بقرب الموت، وبعد ذلك يتحول هذا الشعور إلى شعور وسواسي يسرح الإنسان ويسترسل ويبحث عن الروابط التي ربما تشير إلى موته، وما يقال وأن الإنسان يشعر بموته قبل 40 يوماً هذا الكلام لم أجد له أي أساس، فأرجو أن تطمئني هذه نوبة فزع لن تزيد في عمرك دقيقة واحدة، ولن تنقصه ثانية واحدة، الأعمار بيد الله (إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر)، وهذا مجرد شعور وليس أكثر من ذلك، لم أسمع بأحد أتته نوبات الهلع هذه وأتاه الخوف من الموت ثم مات، لا بعد 40 يوماً ولا خلافه، الناس تموت حين تنقضي آجالها وهذا أمر عند الله تعالى.

وأنا أعتبر مثل هذه النوبات قد يكون فيها شيء من التنبيه للإنسان، بأن يجتهد في صالح الأعمال وأن يكون الإنسان أكثر تقوى وقرباً من الله تعالى، أنا قطعاً أحسن فيك الظن وملاحظاتي أنه فيك خير كثير -إن شاء الله تعالى- فلا تتخوفي أبداً لهذه النوبة هي انتهت وانقضت وبقية عندك الآن هذه الأفكار الوسواسية، حقريها، توكلي على الله، أسأل الله أن يحفظك وأن يطيل في عمرك، وأحسني إدارة وقتك، وأشغلي نفسك بما هو مفيد، ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء التي تتمثل في تمارين التنفس التدرجي تفيد الإنسان كثيراً لعلاج هذه الحالات، كذلك صرف الانتباه من خلال التدبر والتأمل في شيء آخر، لماذا لا تستبدلي هذه الأفكار بأفكار أخرى تكون أكثر إيجابية وجمالاً.

جربي هذا -أيتها الفاضلة الكريمة- اجتهدي في دراستك، كوني بارة بوالديك، رفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل هذا إن شاءالله تعالى يزيل عنك هذا القلق الوسواسي، وإذا ذهبت إلى طبيب نفسي فهذا أيضاً أمر جيد سوف يدعمك الطبيب بالمزيد من الإرشاد وربما يصف لك دواء بسيطا يساعدك مثل عقار سبرالكس أو أي دواء آخر يتخيره الطبيب.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول رنا

    انا مثلك بظبط في كل الاعراض و مازلت اشعر بالكتمة و الضيق والله يهونها علينا يا رب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً