الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشاكل في الصوت والنطق.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلتين سببتا لي العديد من المشاكل النفسية، وسببتا لي الضعف، ودفعاني للبقاء صامتا أكثر، وأنقصتا من درجاتي في العديد من المواد التي تتطلب شرحا وكلاما، فأتمني منكم الإجابة الشافية الوافية على أسئلتي.

الأولى: عدم وضوح النطق؛ لدرجة أني أكون مضطرا لإعادة الكلام حتى يفهم من حولي أكثر من مرة، بالرغم من أني أسمع صوتيا داخليا على أنه واضح، مع لم أعاني من مشاكل بالنطق في صغري، وبدأت بالكلام بطلاقة في سن صغيرة، وكان صوتي ناعما، وفجأة أصبح قبيحا نوعا ما، ومثال على هذا انخفضت درجاتي في مادة القرآن والتلاوة بالرغم من إتقاني والتزامي بأحكام التجويد وقواعد الترتيل.

أما المشكلة الثانية: فهي الضعف والانخفاض الشديد للصوت، فعندما أكون في مكان فيه قليل من الضجيج، وأكون مضطرا للكلام بنبرة عالية، ومع ذلك لا أستطيع مجاراة من حولي وهم يتكلمون بأقل جهد، وبعد فترة من الكلام أشعر بألم بالحنجرة والحبال الصوتية، وثقل في الرأس، وأبدأ بالتثاؤب.

لدي مشاكل أخرى: وهي أني أعاني من تقلب بالمزاج وخجل، فأنا أطلب منكم تشخيص حالتي، وما نوع تخصص الطبيب الذي يمكنني الذهاب إليه؟ وهل لديكم نصائح أو أدوية تقوي وتحسن الصوت لدي؟

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الشائع حدوث تقلبات في الصوت في فترة البلوغ، وأحيانا يضطرب استخدام الحبال الصوتية، وخاصة إذا كره الشاب صوته الخشن، وحاول أن يرفع من طبقة الصوت للتقليل من هذه الخشونة.

حيث يستخدم الشاب ما ندعوه بالحبال الصوتية الكاذبة بالتصويت بالمشاركة مع الحبال الصوتية الحقيقية, وهي عبارة عن طيات مخاطية تقع فوق الحبلين الصوتيين الحقيقيين, ومن المفترض أن لا تشارك في التصويت؛ بأن تبقى بعيدة عن بعضها ولا تقترب من الخط المتوسط, وفي بعض الحالات، وخاصة التي تترافق مع عصاب القلق والتوتر النفسي تتشنج عضلات الحنجرة والبلعوم الحنجري؛ مما يسبب تقارب هذه الحبال الكاذبة أيضا، ومشاركتها في التصويت.

كذلك هناك اضطرابات تصيب الحبال الصوتية نفسها من زيادة في التوتر أو ارتخاء، وكل هذا يؤدي لتعب الحنجرة المبكر، ولضعف في الصوت الناتج عنها، واضطراب في طبقته.

من الضروري هنا مراجعة اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، وإجراء تنظير للحنجرة أثناء التصويت وخاصة تنظير بالضوء المتقطع ستروبوسكوبي، حيث يتم الكشف عن حركة الحبال الصوتية بالحركة البطيئة، وتظهر في هذا التنظير كل عيوب حركة الحبال الصوتية وغيرها مما قد يؤثر على التصويت.

بشكل عام يمكن التغلب على هذه المشكلة بالتدريب على استخدام الحنجرة بالشكل الصحيح لدى اختصاصي بتعليم النطق، وهو اختصاص منفصل يتم فيه إجراء جلسات من قبل الاختصاصي للمريض، لتعليمه الطريقة الصحيحة في مخارج الحروف، وكيفية استخدام عضلات الحنجرة المختلفة، بحيث يخرج الصوت صافيا وبدون تعب مبالغ فيه للحنجرة.

كما يمكن استشارة اختصاصي بالأمراض الغدية؛ لإجراء بعض التحاليل الهرمونية للاطمئنان بأن معدلات الهرمونات طبيعية في هذه الفترة أثناء وبعد البلوغ.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
_____________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ باسل ممدوح سمان -استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة-.
وتليها إجابة الدكتور/ عبد العزيز أحمد - استشاري الطب النفسي وطب الإدمان-. _______________________________________________

إن شاء الله بعد الإجابة من استشاري الأنف والأذن والحنجرة لمشاكل الصوت والنطق، وبعد العلاج اللازم، وبعد أن يتحسن الصوت والنطق قد يتحسّن مزاجك أيضًا، وقد يذهب الخجل؛ لأنه قد يكون نتيجة لمشاكل الصوت والنطق، تخجل من صوتك وتخجل من الطريقة التي تتكلَّم بها، وهذا يؤدي إلى ضيق في داخلك، ويؤدي إلى تقلُّب المزاج.

وحتى إذا لم يتحسَّن فيمكن علاج المزاج والخجل لوحده، والعلاج قد يكون بالعلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي) لمواجهة الخجل، وإذا واجهت الخجل فقد يتحسّن مزاجك، والعلاج السلوكي المعرفي لمواجهة الخجل يكون بوضع برنامج سلوكي منضبط ومتدرّج، تبدأ بمواجهة المواقف الأقل توترًا، وتمارس الاسترخاء في هذه المواجهة، ثم بعد ذلك تنتقل للمواقف الأكثر صعوبة، حتى تتخلص من الخجل نهائيًا.

وهناك أدوية يمكن أن تُساعد في ذلك، وبالذات أدوية الاكتئاب – أخي الكريم – فدواء مثل الـ (فلوكستين/ بروزاك) عشرون مليجرامًا، حبة يوميًا بعد الأكل قد تساعد في التغلب على الخجل وتقلُّبات المزاج أيضًا، وتحتاج إلى شهرين على الأقل حتى تُؤتي ثمرتها وتحس بالتحسّن، ثم بعد ذلك عليك بالمواصلة في تناولها لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عن تناوله بدون تدرُّج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً