الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خفقان القلب المفاجئ تسبب لي بالخوف من الموت والكوابيس، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 18 سنة، شعرت فجأة بخفقان قوي جدا في قلبي وارتجاف في جسمي، فذهبت إلى المستشفى، فأخبروني أن نبضات قلبي كانت مرتفعة، ووصفوا لي حبة لإرجاع النبض طبيعيا.

اليوم التالي ذهبت إلى الطبيبة، وأخبرتني أني بخير، وليس هناك أي مشكلة في القلب، ووصفت لي مهدئا وفيتامين، استمر الخفقان لمدة خمسة أيام، وكنت أشعر بالاختناق وعدم القدرة على التنفس، وأتنفس من فمي، وأشعر بفقدان الوعي، ولا يمكنني النوم، وكنت خائفة من الموت، فصارت الفكرة تطاردني، فأصبت بالكوابيس التي توقظني من النوم وقلبي يكاد يخرج من مكانه، فما سبب حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، لك استشارات سابقة، وفي استشارتك هذه الأعراض التي أصابتك واضحة جداً ومعروفة بالنسبة لنا.

النوبة التي حدثت لك تسمى بنوبة الهرع أو الفزع أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد جداً الذي قد يأتي بدون أي مقدمات وبدون أسباب، كل الذي نستطيع أن نقوله أن بعض الناس لديهم القابلية لهذا النوع من التغير النفسي، هو حالة مزعجة نعترف بذلك لأن الإنسان يأتيه شعور كأن الموت سوف يأتيه، وبعض الناس يأتيهم شعور بالخفة الشديدة في الرأس مما يجعلهم يفكرون في أنهم سيطيحون أرضاً أو شيء من هذا القبيل، وموضوع ضيق التنفس هو ناتج من انشداد في عضلات القفص الصدري، وسبب هذا الانشداد هو التوتر العضلي، لأن التوتر النفسي يكون قد تحول إلى توتر عضلي.

فإذاً أعراضك كلها أعراض نفسوجسدية، الحالة هي نوع من القلق النفسي الحاد، يسمى بنوبة الفزع، وحتى إن كان مزعجاً ليس خطيرا، هذا هو المهم أنا أؤكد لك، أن هذه الحالات تعالج بالتجاهل، كثير من الناس يصابون بما يعرف بالقلق التوقعي أي الوسوسة حول الحالة، وأنها سوف تأتي مرة أخرى، ويبدأ الإنسان في تأويلات سلبية ومخيفة ومزعجة جداً، هذا يسبب مشكلة، فأرجو أن تتجاهلي هذه الحالة، ونحن الآن قمنا بشرح طبيعتها لك، وتجاهلها هو أحد الأسس التي تجعلها لا تتكرر.

وعليك أيضاً بتطبيق تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين تسمى بتمارين التنفس المتدرج، شهيق وزفير ببطء، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها، إن وجدت أحد يدربك على هذه التمارين بصورة مهنية وممتازة فهذا جيد، وإن لم تجدي فالجئي إلى استشارة إسلام ويب والتي رقمها: (2136015) وقد أوضحنا فيها كيفية القيام بهذه التمارين على الوجه الأكمل.

أيضاً أريدك أن تتجنبي النوم النهاري وتعتمدي على النوم الليلي، الكوابيس والأحلام المزعجة سببها القلق المصاحب، وأي رياضة تناسب الفتاة المسلمة أريدك أن تمارسيها، اجتهدي في دراستك، اشغلي نفسك بما هو مفيد كما ذكرت لك، تواصلي اجتماعياً، كوني إنسانة نشطة في داخل المنزل، وشاركي في الأعمال الأسرية، ولا تكثري من شرب الشاي والقهوة، لأن مادة الكافيين الموجودة في الشاي والقهوة والبيبسي والكولا تعتبر مثيرة لهذه الحالات مما يزيد من شدتها وحدتها، فأرجو أن تتبعي هذه التعليمات التي ذكرتها لك، وأنا متأكد -إن شاء الله تعالى- أن حالتك سوف تتحسن جداً.

في بعض الأحيان نعطي أدوية، هنالك دواء يسمى سبرالكس على وجه الخصوص مفيد جداً لهذه الحالة، وهنالك دواء آخر يسمى زوالفت أيضاً من الأدوية الممتازة، لكن في هذه المرحلة لا أراك في حاجة إلى الأدوية، وإذا لم تتخلصي من هذه الحالة من خلال الإرشادات التي ذكرتها لك، فأرجو أن تذهبي إلى طبيب نفسي للمزيد من الإرشاد، وليصف لك الطبيب أحد الأدوية التي تحدثنا عنها، أو أي دواء آخر يراه مناسب لحالتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً