الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أثق في نفسي بسبب ضعف بنيتي ونحافتي

السؤال

السلام عليكم
نشكركم على هذا الموقع الرائع، جزاكم الله خيراً.

مشكلتي أنني لا أثق في نفسي بسبب ضعف بنيتي ونحافتي، فطولي 169 ووزني 53 كغ، وهذا بالإضافة إلى توتري وخوفي من المستقبل ومن تقبلني للزواج وأنا بهذه النحافة؟ وأخيراً هل يعتبر وزني طبيعياً أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن تتيقن أن الله تعالى قد خلقك في أحسن تقويم، والكيفية التي يتكون منها جسدك هي الكيفية التي تناسب ما يعرف بدامانيات الجسد، يعني الأجهزة المختلفة في الجسد تتواءم مع بعضها البعض بوزنك الحاضر وطولك وشكلك ومظهرك.

لا تمتعض أبداً، ولا تحس بالدونية، أنت أسميته أنك لا تثق في نفسك، لكن نحن نحب أن نعطيه مسماه العلمي وهو (الشعور بالدونية) الشعور بأنك أقل من الآخرين! المسلم يجب أن لا يشعر بذلك أبداً، لأن الله تعالى قد كرمك، والإنسان مكرم، وما يقال عن وزنك أو طولك يجب أن لا تعريه اهتماماً، يجب أن لا تحس بأي وصمة اجتماعية.

أنا أريدك من خلال أفعالك الجميلة والطيبة من خلال ما تقدمه لنفسك ولغيرك، لأن الإنسان يجب أن يكون نافعاً لنفسه ولغيره، ما تقدمه لوالديك من بر، ما تقدمه من مساعدة للآخرين، ما تقدمه لنفسك من أجل بناء حياتك بصورة جيدة، هذا يجب أن يكون مطمئناً لك، ويجب أن تترك الناس يقيمونك بعلمك ودينك وذوقك وحضورك الاجتماعي، ومساهماتك من أجل نفسك ومن أجل الآخرين، هذه هي الكيفية التي يقيم بها الإنسان وليس شكله أو مظهره، فأرجو أن تنقل نفسك لهذا النوع من التفكير.

بالنسبة لوزنك أتفق معك أن وزنك نحيف، وأنصحك أن تذهب للطبيب، طبيب الباطنية مثلاً المختص في أمراض الغدد، لا أقول: إنه لديك علة في الغددة، لكن سيقوم الطبيب بإجراء فحص عام لك وتحاليل مختبرية للتأكد أنه ليس لديك نقص في الحديد أو الهيموجلوبين أو أي قصور في أي مادة مهمة، وإن وجد أي نقص قطعاً الطبيب سيرشدك للطرق التي تحسن بها تغذيتك، والطرق التي ستساعدك لأن يرتفع وزنك، لا تتوتر، لا تخف، لا تقلق، المستقبل كله خير -إن شاء الله تعالى- الخوف والقلق والتوتر لا يساعدك أبداً في أن يتحسن وزنك.

أنصحك بأن تمارس رياضة خفيفة، وأن تبني علاقات اجتماعية جيدة، وأن تحرر نفسك من الخوف حول المستقبل، المستقبل إن شاء الله خير، وكما ذكرت لك التواصل الاجتماعي مهم جداً، حين تذهب إلى الطبيب يمكن أن يصف لك دواء بسيطاً مضاداً للقلق هذا يساعدك عقار مثل الدوجماتيل، والذي يسمى سلبرايد بجرعة 50 مليجرام يومياً مثلاً لمدة شهرين سيساعدك في إزالة القلق والتوتر والمخاوف، كما أنه يحسن الشهية للطعام، وتوجد أدوية كثيرة أخرى مشابهة له وإن كان الدواء ليس هو العلاج الأساسي في حالتك، إنما الإرشادات التي ذكرناها لك.

بارك الله فيك.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً