الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركتني الفتاة التي أحبها، فهل يجوز الدعاء برجوعها إلي؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب في بداية الثلاثينيات، تعرفت على فتاة قبل شهرين بنية الزواج، وحددنا موعد الخطبة، وتعلقت بها لما لها من دين وأخلاق ورجاحة عقل ووعي، لكنني تفاجأت قبل الموعد بتراجعها بحجة أنها لا تريد ظلمي معها في العلاقة؛ لأنه ليس لديها ما تقدمه بسبب ظروف نفسية وفقدانها لأشخاص من عائلتها، والجرح لم يندمل بعد.

تحدثت معها وحاولت إقناعها لكنها رفضت، وقطعت الأمل لكن أملي بالله لم ولن ينقطع، دعوت الله كثيرا لكن دون استجابة، فهل دعائي جائز؟ هل هناك دعاء أو صيغة مستحبة في مثل هذا الأمر؟

أسألكم دعوة بظهر الغيب.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال وأن يقدر لك الخير وأن يجمع بينكما بالحلال وأن يحقق لكما وبكما الآمال.

لا شك أن الفوز بصاحبة الدين نعمة من نعم رب العالمين، ونتمنى أن تقتنع الفتاة في إكمال المشوار معك، وندعوك إلى إشراك نساء من محارمك في إقناعها والتواصل معها؛ لأنها لا تزال أجنبية عنك أو احرص في التواصل مع أحد محارمها ليقوم بدور في إقناعها وتكون بذلك قد خرجت من الحرج في التواصل مع فتاة لا تربطك بها حتى الآن علاقة شرعية، ويا حبذا لو أدركت أن أقصر الطرق لإخراجها مما هي فيه إنما يكون بدخولها لحياة أسرية مستقرة، فالزوج هو أقدر الناس في التخفيف على زوجته، كما أن الزوجة هي أحسن من يخفف على الرجل صعوبات الحياة ولا عجب فهي السكن والنساء شقائق الرجال.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بالحرص على تكرار المحاولات وإظهار التمسك بها والحرص عليها، ونكرر وصيتنا لك برعاية الضوابط الشرعية في كل تفاصيل العلاقة وتطوراتها.

ولا مانع من الدعاء بأن يكمل الله لك المشروع إذا كان فيه الخير لك ولها، وليس هناك أدعية محددة لكن الدعاء بأي صيغة تحقق المعنى مقبول، وأنت في شهر مبارك وعلى أبواب العشر الأخيرة منه.

ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يجمع بينكما على الخير، ونكرر لك الشكر على التواصل ونحي مشاعرك الإنسانية، ونسأل الله أن يذهب الحزن والضيق عن المسلمين والمسلمات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً