الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف تشخيص حالتي وأطلب مساعدتكم مع الشكر.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في الثلاثين من العمر، مقيم في ألمانيا منذ خمس سنوات، -والحمد الله- ناجح في حياتي، متخرج من الجامعة وباختصاصي الجامعي، ونجحت بجميع امتحانات اللغة واستطعت إيجاد عمل باختصاصي الجامعي.

وبفضل من الله ونعمة محافظ على صلواتي، أقرأ القرآن وأحاول بكل ما أستطيع الحفاظ على ديني وعباداتي، ولكنني أشعر أنني مصاب بشيء نفسي لا أستطيع تحديده، أهو مرض نفسي أم عادة مكتسبة من الأحوال والضغوطات والمصاعب الحياتية من رحلة الحرب في بلادي والهروب منها، أم أنه نوع من الحسد أو العين أو السحر، لا أستطيع التحديد.

أشعر بعدة أمور سأحاول تلخيصها بعدة نقاط، أرجو من الله أن تكون كافية لإعطائكم صورة كافية ووافية:

- قلة الثقة بالنفس والتردد.
- الاستخفاف الذاتي بقدراتي، وعدم الاقتناع أن قدراتي -وخاصة اللغوية- أفضل من غيري بكثير، وأن الشيء الذي وصلت له يتمنى غيري الوصول له.

- عند المواجهات والمجابهات عدم القدرة على الرد أو الخوف من الرد، في كثير من الأحيان يكون جوابي موجودا لكن أبقيه داخلي ولا أخرجه، عند تعرضي في بعض الأحوال للتنمر أو الانتقاد أحس بارتجاف في جسمي، وخفقان شديد بالقلب.

- الشعور الدائم أنني مخطئ، وأن غيري له حق علي، وأنه صاحب الحق.

- عدم حب الأصوات العالية في التلفاز أو الكلام أو الهاتف، في بعض الأحيان أشعر أنها مزعجة لي، وأنها ستزعج غيري من الجيران والمحيط، مع العلم أنهم بنسبة 99% لا يستطيعون سماعها.

- عندما أتكلم مع شخص معين يخصني في مكان عمل، أو مكان عام أشعر أن الجميع محيطون بي ويصغون إلي، مما يدفعني لخفض صوتي أو للسكوت حتى تجاوز هذا الشخص الغريب.

- تلبك وتلعثم في الكلام وعدم وجود الكلام المناسب في مواضعه، ونسيان الفكرة التي أردت الوصول إليها.

- خجل وتفكير كثير قبل الكلام، وفي بعض الأحيان أريد قول شيء معين فلا أستطيع قوله بشكل مباشر، بل أحاول أن أدور حول هذه الفكرة، وأمهد لها قبل قول الكلمة أو الفكرة، وذلك لاعتقادي أن كلامي قد يؤذي غيري، أو يفهم بشكل مغلوط.

- عدم الشعور بالراحة والسكينة، هم دائم وغم وضيق، وحتى عندما أحاول أن أسعد زوجتي وابني وأفسحهما أحس أنني أقوم بواجب، وأريد أن أنتهي من هذه المهمة بسرعة وأعود للمنزل، وهذا الشيء تشعر به زوجتي وينتقل إليها من خلال ذلك الشعور بالضيق والهم، وبعض الأحيان ينتقل إليها الخوف أو عدم الثقة.

هذه الأشياء تزعجني لأنني لم أكن بهذا الضعف والتردد من قبل، فأرجو منكم المساعدة وإبداء رأيكم إن كان ما أعاني منه شيء نفسي بحاجة للعلاج، أو حالة يمكن التخلص منها بطرق علاجية معينة كتمارين أو تدريبات معينة.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamad حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

معظم النقاط التي أشرت إليها تنبئ أو توضح مشاكل في الشخصية ومشاكل رهاب اجتماعي، وبعضها قد تكون نتيجة القلق، مثل الانزعاج من الأصوات العالية، ولكن على أي حال في معظمها هي مشاكل في شخصيتك ومشاكل رهاب اجتماعي، ولا أدري هل هي كانت معك قبل أن تهاجر إلى ألمانيا ولكنها حدثت بعد الهجرة إلى ألمانيا، حتى وإن كان أمورك بسيطة فالهجرة إلى بلد آخر، واستعمال لغة أخرى، والتعامل مع أناس جدد دائماً يشكل ضغطا نفسيا على الشخص في الفترة الأولى، ولكن بمزيد من الاندماج في المجتمع وبتعلم اللغة فكل هذه الأشياء تتغير -يا أخي الكريم-.

الحمد لله أنك لك زوجة وابن فهذان يساعدانك كثيراً في التأقلم وفي الدعم النفسي، أرى أن هذه الأشياء يمكن التغلب عليها بالاسترخاء، الاسترخاء الجسدي عن طريق الرياضة، وبعدم الانزواء المواجهة والخروج هي التي تؤدي إلى التغلب على هذه الصعاب.

التمارين -كما قلت لك- هي تمارين المشي، المشي يومياً لمدة نصف ساعة تساعد كثير جداً على الاسترخاء النفسي، إذا استمرت أعراض القلق مثل الانزعاج الشديد من الأصوات العالية، وعدم الشعور بالراحة، فيمكنك مقابلة طبيب نفسي لإعطائك دواء يساعد مع التمارين على المواجهة للتخلص من هذه الأعراض.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً