الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رأي الناس واعتقادهم عني يؤثر في تفكيري كثيرا، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من التفكير غير المنطقي عما يعتقده الناس عني، تذهب الحالة فترة ثم تعود لتؤثر على حياتي، وتفقدني التركيز بحيث أفكر كيف أتحدث وكيف أرتب الكلام مع الناس، وهل ما أقوله صحيحا أم لا؟ وأفسر تصرفات الناس الطبيعية أنها ضدي، مثلا المزاح يضايقني ويجعلني أزعل، فأصبح الناس يتجنبون المزاح معي.

هذه الحالة ليست دائمة، هناك أيام أكون فيها مرتاحا واثقا من نفسي، لا تشغلني الوساوس أو التفكير برأي الناس عني، وأعبر عما يجول في خاطري بكل أريحية، ولكن لا تستمر طويلا حتى أعود للحالة المعتادة من الوساوس واحتقار الذات والشعور بالنقص، أتمنى علاجا دوائيا فعالا للحالة، بالإضافة لنصيحتكم.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

لديك رسائل سابقة تمركزت حول الشكوى من ضعف التركيز والتجنب والقلق والرهاب وشيء من الاكتئاب، وفي رسالتك هذه أوضحت أعراض جليّة واضحة يُعاني منها الكثير من الناس، لا أعتبرها حالة مرضية، لكن قطعًا هي ظاهرة مهمَّة تُسبِّبُ لك الكثير من الإزعاج.

المؤشرات التي بين يديَّ من خلال هذه الاستشارة تُشير أن الذي بك هو نوع من القلق الوسواسي، والقلق طاقة مطلوبة لنجاح الإنسان ولتحسين دافعيته، ولكن حين يشتدّ خارج ما هو مطلوب - خاصة إذا كانت الشخصية ذات طابع حسَّاس أو تحمل أي سمات وسواسية - في هذه الحالة يتحوّل القلق إلى قلق سلبي ممَّا يؤدي إلى تشتُّتٍ في الأفكار وتطاير وتداخل، وكما تفضلت شيء من عُسر المزاج.

يا حبذا لو ذهبت وقابلت أحد الأطباء النفسيين، خاصة أنك طالب طبٍّ ويسهل عليك أن تقابل أحد الأساتذة في قسم الطب النفسي، هذا أفضل، وإن لم يكن ذلك ممكنًا نصيحتي لك أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة، عقار مثل الـ (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًّا (سلبرايد) بجرعة كبسولة واحدة يوميًا - أي خمسين مليجرامًا - لمدة أسبوع، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً - أي مائة مليجرام في اليوم - لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عنه، سيفيدك كثيرًا من الناحية الدوائية.

الدوجماتيل دواء ممتاز، بالجرعات الصغيرة التي ذكرناها نستعمله لعلاج القلق والتوتر. له بعض الآثار الجانبية، حيث إنه يمكن أن يرفع من هرمون الحليب، لكن بهذه الجرعة لا أتوقع أن يحدث ارتفاعًا حقيقيًّا يؤثّر عليك.

توجد أدوية أخرى كثيرة جدًّا، لكن كما ذكرتُ لك الحالة بسيطة، لا تتطلب أيٍّ من الأدوية التخصُّصية التي نستعملها في حالات القلق والوسواس الشديد.

تغيير نمط حياتك وأن تجعله إيجابيًا علاجًا أساسيًّا، أولاً: يجب أن تتجاهل هذه الأفكار السلبية، يجب أن تكون أكثر ثقة في نفسك، ويجب أن تُحسن التواصل الاجتماعي، خاصة مع الصالحين من الناس، حين تكون في محيطٍ آمنٍ، محيطٍ طيِّبٍ مع رفقة طيبة وصالحة؛ هذا يعطيك شعورًا كبيرًا جدًّا بالأمان والاطمئنان، ويُحسّن ثقتك في نفسك وفي الآخرين.

احرص على ممارسة الرياضة، الرياضة لها فوائد عظيمة جدًّا على كيمياء الدماغ وعلى الموصِّلات العصبية الدماغية، وتؤدي إلى تحسين التركيز، وامتصاص الطاقات النفسية السلبية.

احرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، لأنها بالفعل تُعلِّم الانضباط الشخصي وتجعلها تتعرَّفُ على الصالحين من الناس، وفوق ذلك الصلاة عماد الدين.

احرص في ترتيب الوقت وتنظيمه حتى تستطيع أن تكون طالبًا نجيبًا ومُنتجًا ومثابرًا، ويا حبذا لو خصَّصت شيئًا من وقتك للدراسة في الصباح، فهي دراسة في هذا الوقت جيدة ومفيدة ونافعة جدًّا.

برَّ الوالدين يمثل ركيزة أساسية لأن يكون الإنسان في حالة طمأنينة وأمنٍ وأمان، فاحرص على ذلك.

يجب أن تكون لك آمال وطموحات، هذا يُحسّن من رؤيتك لنفسك، أن تكون طبيبًا بارعًا، أن تكون مثلاً مختصًّا يُشار إليه في المستقبل، وهذا ليس صعبًا وليس مستحيلاً. البناء النفسي يأتي من أن يكون الإنسان إيجابيًا في تفكيره، أقصد البناء النفسي الصحيح.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً