الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خدعتني بحبها وهي تكن المحبة لشخص آخر، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم..

قصتي بدأت حين تعرفت على فتاة في الجامعة، ولم يكن لدي أي وسيلة للاتصال بها في أول الأمر، ولكن مع مرور الوقت حصل بيننا تواصل، وأخبرتها بأنني أحبها منذ سنتين، وبعد مرور الوقت أصبحت تتفاعل معي في علاقة عاطفية، وبعد أن تعلقت بها وبشدة، وهي تعلم ذلك، قالت لي في يوم بأنها لا تستطيع أن تكمل معي لأنها تحب شخصا آخر.

ومنذ تلك اللحظة وأنا أصابني قهر وكسر في قلبي، وبدأت التقرب من الله كي يساندني في محنتي.

وأريد أن أعرف هل ظلمتني بفعلها ذلك؟ وهل يجوز أن أتحسب عليها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - ابننا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام والسؤال، ونهنؤك على تقربك من الكبير المتعال، وندعوك للتمسك بما يُرضي الله، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يرزقك صاحبة الدين بالحلال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد كان في توقُّف الفتاة خير كثير لك، بل كان ذلك سببا في عودتك إلى الله، ورُبَّ ضارَّة نافعة، والسعيد هو الذي يعود إلى الله قبل فوات الأوان، ونتمنّى أن لا تحزن على ما حصل، بل احمد الله عز وجل الذي أنقذك من طريق يُوصِلُ إلى الشرور والخلل.

وإن كان هناك ظلمٌ فمن نفسك لنفسك، واحمد الله الذي فتح بصيرتك وردّك إليه، ونرجو أن يكون في الذي حصل الدروس المفيدة لك.

وأنت مثل أبنائنا وإخوانا الصغار، ونحن لا نرضى لك سلوك هذا السبيل، ونؤكد لك أن العلاقة الناجحة هي التي تبدأ بالمجيء للبيوت من أبوابها، وهي التي تقوم على حسن الاختيار، وإشراك الأهل من الطرفين.

واعلم أن الفتاة التي رضيت أن تسايرك، بل أخبرتك أن لها علاقة أخرى لا تُصْلَح للارتباط بها لتكون سيدة للبيت وأُمًّا للعيال.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بالتوبة النصوح، ونبشرك بأن ربنا توابٌ رحيم، وإذا ذكّرك الشيطان بما كان ليحزنك فتعوّذ بالله نم شرِّه وعامله بنقيض قصده، وجدد التوبة من الذي حصل، وأكثر من الاستغفار، وكل ذلك يغيظُ عدوّنا الشيطان الذي همَّه أن يَحْزُنَ أهل الإيمان، ولكن ليس بضارهم شيئًا إلَّا إذا قدّر وكتب مالكُ الأكوان.

نكرر الترحيب بك، ونسأل الله أن يسعدك ويوفقك ويُغنيك بحلاله عن الحرام.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً