الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف أهل الخطيبين على مسألة الأثاث

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا مخطوبة منذ سنة ونصف لشاب محترم ولم أر منه خلال هذه الفترة إلا كل خير، وعندما أُعلن على الاتفاق على الزواج اختلف الأهل على ما يُسمى بالقائمة التي يُكتب فيها أن الأثاث حق الزوجة، وتمسك كل طرف بموقفه، وخصوصاً أن عندنا في مصر أن القائمة هذه من إحدى العادات والتقاليد التي اعتاد عليها بعض الناس، فرأى أهلي أنها عادة وأنها في نفس الوقت تحفظ حقوق الزوجة عند حالة الطلاق -لا قدر الله-.

وتمسك الطرف الآخر بأنهم معترفين بأن الأثاث من حق الزوجة ولكن بدون قائمة، مع العلم بأنني أشارك معه في الأثاث بالمناصفة، وكل ما أريده هو إثبات حقوقي في ذلك إذا ما حدث الطلاق.

فمن منا رأيه صحيح؟ وهل من حق أهلي التمسك بالقائمة وينتهي الزواج؟ أم أن رأيهم هو الأصوب؟ وهل القائمة هذه من الشرع والدين؟ وكيف لي أن أُحافظ على حقوقي إذ ما حدث طلاق ورفض الزوج إعطائي الأثاث أو إعطائي المؤخر المتفق عليه إذا ما حدث خلع؟ وهل ينتهي إتمام الزواج على هذا الموضوع، أم يستمر مع التنازل عن هذه الحقوق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاطلعت على استشارتك والتي تتعلق باختلاف الأهل حول ما يسمى بالقائمة، والتي فهمت منها أن يكتب أثاث المنزل ملكا للزوجة؛ فإن كان هذا الفهم صحيحا فأرى الآتي:
يجب ألا يكون لهذه المسائل أثر في تعطيل الزواج أو إلغائه، بل يجب أن ينظر إلى الزوج إن كان ذا خلق ودين فيجب أن يقبل؛ لأن هذا أهم من المال والأثاث، ولإن ذا الخلق والدين يمكن أن يأتي معه الأثاث ويأتي معه المال، ولو خلى منزل الزوجة من أي أثاث فمع ذلك سيعيش الزوجان في سعادة تامة، واتفاق كامل وبعيداً عن المشاكل.

فانظري أولاً هل هذا الزوج صاحب خلق ودين؛ فإن كان فعليك بالسعي الحثيث لتقنعي أهلك جميعاً بأن يكملوا هذا الزواج ولا يرفضوه، بل ولا يؤخروه؛ لأن صاحب الخلق والدين مقدم على من سواه، وإن لم يكن هذا الشاب صاحب خلق ودين فهذه فرصة لإنهاء الزواج وعدم إتمامه.

ابنتي، إن تمسك أهلك بالقائمة وكان الزوج صالحاً فأرى الحل أن يقسم الأثاث بينكما نصفين؛ فمثلاً يكون لك أثاث المطبخ ويكمل من أثاث غرفة النوم ويكون له الباقي، وهذه القائمة ليست من شروط الزواج ولا من أركانه ولم ينص عليها شرعاً، فإن التمسك بها تعقيد لأمر الزواج، فيمكنك التنازل عنها ويمكنه التنازل عنها، فإن لم يتفق الأهل على هذه القائمة فإن الحل الآخر هو أن تشتري بمهرك أثاثا ويكون ملكك، وهكذا يقتسم أثاث البيت، وأكرر يجب عليك إقناع الأهل بألا تكون مشكلة القائمة سبباً لإنهاء الزواج، وعليك بكثرة الدعاء أن يوفق الله الجميع.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات