الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يريد الإنجاب وأنا لا أريد!!

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ أشهر، ولا زلت طالبة جامعية، و بقي لي دوام سنة في الجامعة للتخرج، ولكن جامعتي في دولة غير التي أعيش فيها أنا وزوجي، وسأضطر أن أسافر لاستكمال هذه السنة.

زوجي يريد طفلا وأنا لا أريده الآن؛ لعدم إحساسي بقدرتي على تحمل مسؤوليته لوحدي في بلد آخر، ولكنه لا يقتنع بذلك، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك -أختي العزيزة- وجمع شملك وزوجك على محبة وسكن ومودة ورحمة وخير، وزادكم علما نافعا وعملاً صالحاً وتوفيقاً ونجاحاً في أموركم عامة، ورزقكم الحياة السعيدة والذرية الصالحة.

- كونك أختي -حفظك الله ورعاك- لديك مسؤولية الزواج وطالبة جامعية بنفس الوقت، وتوشكين على التخرج؛ فإني أوصيك بالاهتمام بأمر البيت، وأمر الجامعة، وأمر الزوج، والدنيا والدين، وبذل الجهد اللازم لتحقيق النجاح اللازم، فمن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة، ومما يعينك على النجاح وتحصيل توفيق وعون الرحمن، وطرد وساوس النفس والهوى والشيطان: لزوم الذكر والدعاء والطاعة والعبادة.

- يجب عليك زيادة بذل الجهد والجد والاجتهاد، والمثابرة والمصابرة، والتحمّل والتكيّف والتعايش مع الوضع؛ حيث إن البعد عن الأسرة يحصّل للشخص التعب النفسي لكن الصبر واجب.

"وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي***ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا
وما استعـصى على قومِ منالٌ***إذا الإقـدام كـــان لــهـم ركابا".

- أوصيك بحسن الظن بالله، والثقة بالنفس، والتحلي بقوة العزم والارادة، جاء في صحيح مسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).

- أما بالنسبة لخلافك مع زوجك في الحصول على طفل؛ فأنصحك بمطاوعة زوجك في الأمر؛ لأن هذا حقٌ له، فالأصل في النكاح طلب النسل لاسيما وأن عمرك ٢٧ سنة، يعني ليس بالعمر الصغير جداً، ولا تعارض بين الدراسة وطلب الولد، فقط احرصي على طاعة زوجك ومرضاته ومطاوعته، وعسى أن يكون شاكراً لجميلك وجهدك واجتهادك، واستفيدي من وقتك في تحقيق مصالحك الدينية والدنيوية، والجمع بين مصالح البيت والأسرة والزوج والدراسة.

أسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويكشف غمك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويرزقك الزوج والذرية الصالحة.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات