الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخبر خطيبي بعملية الجنف التي أجريتها؟ وهل تأثر على العلاقة الحميمة؟

السؤال

السلام عليكم.

كان عندي الجنف ولم يكن وراثيا، ثم عملت العملية، وأكملت شهرا وما زلت في فترة النقاهة، سألت طبيبي عن حالي بعد العملية فقال ستصبحين طبيعية بعد ٦ أشهر، وأن العملية لا تؤثر على الزواج ولا الحمل، فتقدم لي خاطب خلال هذه الفترة.

سؤالي: هل أخبره بعمليتي أم لا؟ فإن زواجي سيكون ربما بعد ٤ سنوات، فقد قرأت كثيرا عن العيوب التي تذكر للخاطب لكن لا أجدها تنطبق علي بحسب كلام الطبيب، فإن قلت للخاطب عن هذه العملية ربما يخاف ويعتقد أنها شيء كبير وينصرف عني وأغلق على نفسي باب.

وسؤالي الآخر هو: هل عمليتي تؤثر على العلاقة الجنسية؟ أخجل من أن أقول هذا السؤال للطبيب!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ استغفر الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

إن عملية الجنف لا تعد عيبا يجب إعلام الزوج به كونه لا علاقة له بمسألة العلاقة الحميمية أو الحمل، وكون العمود الفقري سيعود إلى طبيعته، ولكني أنصحك بمتابعة الطبيب من أجل أن يصف لك علاجات تزيل آثار الجراحة، وتجعل الجلد الملتحم بعد الجراحة متسقا مع الجلد الطبيعي، وعليك أن تتبعي النصائح التي وجهك بها الطبيب المختص، كي لا تحدث أي مضاعفات بعد العملية، مثل عدم حمل الأثقال مثلا أو طريقة النوم.

أوصيك بدهن مكان العملية بالعسل الطبيعي، فله تأثير طيب على الجلد؛ فيجعله لينا ويذهب أي تليف قد يحدث للجلد.

أوصيك أن تتيقني من أن شريك حياتك صاحب دين وخلق، فذلك ما أوصانا به نبينا عليه الصلاة والسلام حيث قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

صلي صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور قبل أن توافقي على من سيتقدم لك، فكونك تكلين أمرك لله ليختار لك الأنسب سيريح قلبك؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

بعد الموافقة إن سارت الأمور بيسر وسهولة وتفاهم فذلك دليل أن الله اختار من تقد لك أن يكون زوجا لك، وإن تعسرت فهذا يعني أن الله صرفه عنك.

أكثري من الاستغفار، فمن فوائده أنها تجلب القوة الحسية للبدن، قال هود لقومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ)، هذه القوة عامة فيدخل فيها القوة الحسية والمعنوية.

أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسلي الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، فالله أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق في حياتك.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور عقيل المقطري (مستشار العلاقات الأسرية والتربوية)
وتليها إجابة الدكتورة رغدة عكاشة (استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.).
++++++++++++++++++++++++++++++

الحمد لله على سلامتك، ونسأله -عز وجل- أن يعجل لك بالشفاء التام.

بالفعل -يا ابنتي- وكما أخبرك طبيبك بعد العملية، فإن هذه العملية لا تؤثر على الحمل والإنجاب، ولا تؤثر على انتظام الدورة ولا على العلاقة الزوجية إطلاقا، لذلك اطمئني تماما من هذه الناحية، ومارسي حياتك بشكل طبيعي، وتوكلي على الله -عز وجل- وانظري في أمر من يتقدم لك ممن ترضين دينه وخلقه، فستكون أمورك بعد الزواج على ما يرام -بإذنه جل وعلا-.

نتمنى لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً