الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ولادتي متعسرة وأريد أن أنجب ذكرا، فهل بإمكاني الحمل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة، وربي -عز وجل- وهب لي ولدا وبنتين، ولادتهم كلها قيصرية، وكانت ولادتهم صعبة جدا، في آخر عملية عملت تخديرا موضعيا، ولكن بعد ساعات حدث لي نزيفا داخليا وأخذوني إلى العناية المشددة وأعادوا لي العملية مرة أخرى، والفرق بين العمليتين 3 ساعات فقط، وحصلت لي مشاكل في التنفس، ولولا رحمة الله لكنت في عداد الأموات.

والآن وبعد مرور سنوات حنيت إلى الأطفال، ولا زلت أتمنى الولد (ذكر) وأخاف أن أخاطر بحياتي وأنجب أنثى.

وسؤالي هو: هل بإمكاني أن أنجب مرة أخرى في ظل ما ذكرته سابقا؟ وهل يجوز لي أن أستخير الله في أمر حملي؟ وهل يجوز لي أن أدعو الله بأن يوفقني وأحمل بذكر دون أن أسعى أنا في ذلك؟ دون أن أبذل الأسباب الدنيوية في الحمل وإنما أتوكل على الله وهو سبحانه سيوفر لي الأسباب للحمل بذكر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم مشاعرك -يا ابنتي- والحمد لله على سلامتك، والحقيقة هي أن الولادة على الرغم من أنها تعتبر حالة فيزيولوجية طبيعية إلا أنها قد تتحول في لحظات إلى حالة إسعافية تهدد حياة الأم أو الجنين, ولذلك فإننا ننصح دائما بأن تتم المتابعة والولادة في مستشفى مجهز، وخاصة لمن كان في سوابقها عملية قيصرية.

بشكل عام أقول: نعم يمكن لمن كان لديها ثلاث قيصريات سابقة أن تحمل وتنجب ثانية عن طريق عملية، ولكن يجب التأكد أولا بأن العمليات القيصرية السابقة أجريت بشكل سلس وبدون اختلاطات، وأن السيدة لم تتعرض خلال الحمول إلى اختلاطات خطرة مثل تمزق الرحم أو اندخال المشيمة في جدار الرحم، أو انقلاب الرحم، أو غير ذلك من الحالات الخطرة، أو التي تترك ندبة كبيرة وضعيفة جدا في جدران الرحم.

لذلك وحتى أستطيع أن أجيبك إجابة صحيحة ودقيقة على سؤالك فإنه يتوجب معرفة سبب النزف الذي حدث لك بعد العملية القيصرية الأخيرة، ويجب أيضا معرفة ما تم عمله لك في العملية الثانية للسيطرة على هذا النزف, مثلا: وهل كان سبب النزف هو حدوث تمزق في الرحم أو انقلابا فيه، أو انحباس قطع مشيمية في داخله أم ماذا؟ وهل العملية الثانية التي أجريت من أجل إيقاف النزف تم خلالها فتح البطن وشق جدار الرحم من جديد؟ وإن كان قد تم ذلك فهل تم في نفس مكان الجرح الأول في الرحم أم في منطقة أخرى؟ ويجب أيضا الإلمام بكل تفاصيل الحالة التي حدثت معك قبل وخلال وبعد العملية, لذلك -يا ابنتي- إذا كنت تريدين إجابة علمية ودقيقة على سؤالك فيجب عليك إرسال تقرير مفصل عن عما حدث معك، ويجب أن يوضح هذا التقرير سبب النزف ويوضح تفاصيل ما تم عمله لك في العملية الثانية من أجل إيقاف هذا النزف, ويمكنك طلب مثل هذا التقرير من الطبيب أو الطبيبة التي أشرفت على حالتك في ذلك الوقت وإرساله لنا من أجل إفادتكم -بإذن الله تعالى-.

وبالطبع -يا ابنتي- إن الدعاء بأن يكون المولود القادم ذكرا لا بأس فيه -إن شاء الله تعالى-, لكن المهم بعد ذلك هو اليقين والرضى والقبول بما كتب لك ومهما كان, فالذرية هي رزق كباق الرزق، وستنالين رزقك كاملا عندما يشاء الله جل وعلا.

أسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك الذرية الصالحة والمعافاة والتي تقر بها عينك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً