الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة وخطبها غيري، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..
شاب في ٢٥ من عمري، تعرفت على فتاة عن طريق المصادفة، لم أتقدم لخطبتها بسبب وجود سنة دراسية بانتظاري، وأن الوضع المادي لا يسمح، رفضت الفتاة خطبة أكثر من شخص انتظارا لي، ولكن قبل شهر من الآن خطبت، وبعد أن خطبت تغيرت حالتي كثيرا، ولاحظ أهلي ذلك، فتحدثت إلى أمي، وقالت لي إن لم تكن قد كتبت الكتاب فأخبرها أن تتراجع، وقد فعلت هذا، ولكن الفتاة قد كتبت الكتاب، والآن تحاول جاهدة فسخ الخطبة.

السؤال هنا: أعلم أن العلاقة من الأصل محرمة، وربما أخطأت أمي بطلبها مني إرسال رسالة للفتاة، ولكن الفتاة متعلقة بي مثل ما أنا متعلق بها، فأخاف أن أرجع عما فعلت فتكون عاقبته وخيمة على الفتاة، وحتى خاطبها بعد ما بثت فيه من أمل، وأخاف إن فسخت الخطبة أن أقع في الحرمة الشديدة، أتمنى الإفادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - ابننا الفاضل - في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن ييسر لك الحلال، وأن يبعدك عن كل ما يُخالف شريعة الكبير المتعال، ونسأل الله أن يُحقِّق لنا ولكم في طاعته الآمال.

كم تمنَّينا لو أنك تواصلت مع موقعك قبل الإقدام على تلك الخطوة، وندعوك للتوقُّف فورًا عن التواصل مع الفتاة، وعجِّل بالتوبة النصوح، لأن المسلم لا يجوز له أن يخطب على خِطبة أخيه، وإذا كانت قد كتبت الكتاب فالأمر أكبر، لأن الشريعة تحرم تخبيب الزوجة على زوجها، ونأمل أن توصل والدتك رسالة للفتاة حتى تكلم مشوارها أو توقف مسيرتها إن رغبت دون أي تأثير أو تدخُّلٍ من قِبلك، ولا يخفى عليك أن الميل الذي حصل بينكما لا وزن له من الناحية الشرعية؛ لأنه لم يقم على قواعد وضوابط شرعية، والظاهر أن أهلك وأهلها لم يكونوا على علم بتلك العلاقة، وحتى لو علموا كان لابد أن يكون هناك مجيء للبيوت من أبوابها.

نحن نقدّر صعوبة الوضع بالنسبة لك ولها، لكننا نؤكد لك أن الأصعب والأخطر هو التدخُّل بالطريقة المذكورة، لأنها جاءت بعد أن عقد عليها الرجل الآخر، وتقدَّمتْ معه خطوات كبيرة في سبيل تأسيس علاقة شرعية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله أن يكتب لك التوفيق والسداد، وأن يلهمك رشدك، وأن يُقدّر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً