الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل وجود ألم في الصدر دليل على مرض القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا جد سعيد لتواصلي معكم، وشكرا لكم.

أنا شاب عمري 30 سنة، عازب، مررت بحالة صحية، كنت أستحم في حمام حار، وفجأة أحسست بدوار وتقيؤ، خرجت مسرعا من الحمام، عند خروجي أصابني انقباض قوي في صدري من الجهة اليسرى، مع ألم وثقل في اليد اليسرى، حتى شعرت أن قلبي سيتوقف، جلست وبدأت أتنفس ببطء حتى بدأ الألم يقل، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني من ألم في الصدر وخلف الكتف، مع شعور بضربات قوية في القلب، قمت بقياسها من خلال جهاز الضغط فوجدت قياس الضغط 140، وضربات القلب 78 ضربة في الدقيقة.

أصبحت أحس بالألم عند النوم، وأنا خائف أن يكون الألم بسبب القلب، أصبحت أعيش في خوف وقلق وهلع من مرض القلب، علما أني أعاني من القولون العصبي، وهذه الأيام أشتكي من نزيف اللثة، وأستيقظ ليلا بسبب ألم المعدة وغرغرة وغازات وألم القلب ووجود دم في اللعاب، فهل هي علامات مرض القلب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما حدث لك أثناء الاستحمام من دوخة وغثيان كان بسبب استثارة العصب العاشر اللاإرادي، ويسمى vagus nerve، وهو يغذي المعدة والقلب، ويؤدي إلى حالة من الخفقان والرغبة في القيء بسبب حدوث ما يسمى Vasovagal syncope، وهو عبارة عن دوخة مفاجئة ودوار ويصاحبها تعرق وزيادة في ضربات القلب.

ويحدث ذلك عند الوقوف المفاجئ من وضع الرقاد أو رؤية منظر غير مريح، أو شم رائحة دواء أو مطهر، ويعتبر ذلك حدثا عابرا ومؤقتا ولا علاقة بينه وبين أمراض القلب أو أعضاء الجسم المختلفة، وهو رد فعل عكسي من الجسم وسرعان ما تعود الدورة الدموية إلى طبيعتها بعد انتهاء استثارة العصب العاشر والتي تسببت في الدوخة والدوار والغثيان.

وما حدث بعد ذلك هو خوف مرضي من أمراض القلب وما يصاحبه من خفقان أو تسارع نبض القلب ومن الشعور بانقباض الصدر، ومن الارتفاع المؤقت لضغط الدم، بسبب زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، ولا علاقة بين ما يحدث وبين أمراض القلب؛ حيث أنك شاب لا تعاني من تلك الأمراض، والقولون العصبي يمثل انعكاس لحالة التوتر والقلق والخوف المرضي لديك.

وعموما يمكنك للتغلب على ذلك، أولا يجب فهم أنك غير مريض بأمراض القلب، وأن الآلام التي تعاني منها قد تكون مرتبطة بنقص فيتامين D وفيتامين B12 وقد تكون مرتبطة باضطراب النوم وعدم أخذ كفايتك منه، ولذلك يمكنك أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع أهمية أخذ حقن فيتامين ب المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوما بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تناول مسكن للألم عند الضرورة.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins وهي في الواقع مسكنة قوية تساعد في ضبط العمليات الحيوية ليلا لكي يستيقظ الإنسان وكله حيوية ونشاط، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا.

ولعلاج القولون العصبي والشعور بالامتلاء والغازات يمكنك تناول ملعقة كبيرة من مسحوق بذور الكتان مع ملعقة كبيرة من مسحوق الصمغ العربي وملعقة كبيرة من بذور الشيا chia seeds يوميا مرة واحدة أو مرتين مع كوب من الماء، مما يحسن من عملية الهضم، ويساعد في التخلص من الغازات والشعور بالانتفاخ ويمنع الإمساك.

مع أهمية ضبط الحالة النفسية والمزاجية وتغذية الروح، كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها وبر الوالدين، والحرص على ورد من القرآن والإكثار من الأدعية والأذكار، والاجتهاد في الدراسة والعمل، بالإضافة إلى تناول الغذاء الصحي السليم الذي يحتوي على الكثير من السوائل مثل الماء والعصائر الطازجة الخالية من السكر، وتناول الألياف الطبيعية في الطعام، وشوربة حبوب الشوفان والبرغل والخضروات المطبوخة والسلطات وزيت الزيتون.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً