الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تهددني إما أن أهتم بابنها أو لن تحبني، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب متزوج منذ ثلاث سنوات ونصف من امرأة مطلقة، ولديها طفل عمره الآن ٨ سنوات، أحبتني قبل الزواج وندمت بعد الزواج أنها تزوجتني، وبدأت تطلب الطلاق مني؛ حيث تريد أن أهتم بابنها كلما التقيت به، وأنا حاولت في الفتر الأولى ولكن لم يعجبها، فتركت هذا الأمر، فصرت لا أتكلم مع الطفل ولا أتعامل معه.

منذ فترة خمسة أشهر اكتشفت أنها تتكلم مع أحد الشباب عن طريق الفيس بوك، واستمر ذلك 4 أيام، وعندما واجهتها بكت وقالت: إنها فعلت ذلك لأنها متضايقة، وإنها تريد الطلاق، فصرت أكرهها لفعلها، فتكلمت مع أهلها ولكن دون فائدة، وهددتني إن لم أهتم بابنها فلن أهنأ بحياتي معها.

لقد تعرضنا أنا وهي لمضايقات ومشاكل كثيرة من زوجها السابق بسبب ابنها، نحن نسكن في أحد الدول الأوروبية، ولدينا طفلة عمرها الآن ١٠ أشهر، أنا لا أريد أن أتركها؛ لأنني أحببتها وهذا كان سبب زواجي بها، علما أن الجميع عارض زواجي بها بسبب أنها مطلقة وأنا عازب، والآن نحن نعيش مع بعضنا، ولكن لا يوجد أية مظهر من مظاهر الأسرة بيني وبينها، وهي عندما أتكلم معها تقول: لا أريد الطلاق، ولكن لن أستطيع أن أحبك كما كنت بسبب مشكلة ابني، وهذا الأمر صعب علي جدا، فإما أن تهتم بابني أو لا تكون رجلاً بنظري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kamira حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
لقد لخصت مشكلتك مع زوجتك بأنها تريد منك أن تهتم بابنها من زوجها الأول، وأنك حاولت في البداية لكنها لم تتقبل ولم تذكر لنا ما المشكلة أو كيف أنها لم تتقبل.

الذي أراه أنه لا بد من الجلوس مع زوجتك ومعرفة ما تريد حتى تستقر الحياة بينكما، لأن الطلاق ليس حلا، خاصة وأن عندك طفلة منها فستكون هي الضحية من فراقكما.

لا شك أن قيامها بالتحدث والتراسل مع شاب وهي تحت عصمتك مسألة ليست سهلة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف إيمانها ومراقبتها لله تعالى، فما قامت به أمر محرم شرعا مهما بررت لفعلها الشنيع.

جلوسك معها سيرسم معالم لخريطة طريق حياتكما وستبين إن كانت عازمة على الاستقرار أم لا، وما عليك إلا أن تقطع الحجج التي تتحجج بها، ولعلك تبلعنا بما سيتم ونحن على استعداد تام لإرشادك إلى ما يجب عمله.

أوصيك أن تهتم بإيمانك وإيمان زوجتك من خلال كثرة الأعمال الصالحة، فقوة الإيمان يولد في النفس مراقبة الله ويمنع من الوقوع فيما يغضبه.

السعادة لا توهب إلا لمن آمن وعمل صالحا يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

أكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد مع تحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يصلح زوجتك وأن يلهمها الرشد وأن يصلحها ويؤلف بين قلبيكما.

الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً