الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أكمل دراسة ماجستير غير معترف به؟

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على ما تقدمونه من استشارات.

سجلت في برنامج ماجستير إدارة أعمال عن بعد في جامعة هيريوات وات في بريطانيا، واكتشفت أن الدراسة بالمراسلة لا تعتمد في بلدي، ولا في الدول العربية، وإنما تعتمد في أوروبا والغرب، وكنت قد دفعت مبلغ 2850 استرليني، وهي عبارة عن رسوم سبع مواد أساسية من أصل المبلغ الكلي 5400 استرليني، وقد طلبت من الجامعة استرداد المبلغ فرفضت، وقدمت شكوى لجهة حكومية مسئولة عن الجامعات في بريطانيا، ولكن قالوا بأن الجامعة لم تخطئ، علماً بأنني كنت قد وجدت دليلاً أصدره شركاء الجامعة في لبنان باللغة العربية بأن شهادات الجامعة معترف بها في العالم أجمع، وهذا غير صحيح بالنسبة للدراسة بالمراسلة، وإنما صحيح بالنسبة للدوام النظامي، كذلك وجدت فيما بعد تحذيراً في صفحة الجامعة للطلبة العمانيين بأن الدراسة بالمراسلة لا تعتمد ولا توثق في وزارة التعليم في عمان؛ مما يؤثر على فرص التوظيف المستقبلية.

فهل أدرس ماجستير إدارة الأعمال هذا كاملاً، وهو تسع مواد، وهو غير معترف به، فقط للعلم والمعرفة؟ علماً بأن لدي شهادة ماجستير إدارة هندسية من جامعة محلية، أم أكتفي بدراسة السبع المواد الأساسية التي دفعت رسومها، وأحصل على دبلوم عال بعد دفع مبلغ 1200 إسترليني إضافي وهي رسوم الامتحان، وأتركها للزمن، فلا أدري ظروف العمل تؤدي بي إلى أين؟

أم الأفضل أن أتوقف عن دفع أي مبلغ إضافي للجامعة، حيث إن شهادتها لا تعتمد، وأكتفي بدراسة الكتب التي أرسلوها لي فقط من أجل العلم والمعرفة، ولا أخسر في شهادة مشكوك في صحتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إدريس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- بارك الله فيك -أخي العزيز- وأهنئك على همتك العالية في الدراسة والعمل والنجاح وفقك الله لكل خير.

- بصدد دراستك بالمراسلة عن بعد، فقد أخطأت -غفر الله لك- حيث لم تتأكد من النظام كما ينبغي، فما عليك الآن إلا واجب الصبر على البلاء والايمان بالقدر والرضا بالقضاء، واستحضار عبادة حسن الظن بالله والاستعانة به والتوكل عليه، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏}، وفي الحديث عند مسلم : (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان).

- ومما يسهم في تخفيف مشاعر الألم والحزن لديك أيضاً: استحضار الأجر، وما قد يترتب على هذا البلاء من مصالح لا نعلمها، قال تعالى :(وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

- ما دام أنه لا يمكنك استرداد مالك لرفض الجامعة؛ لذلك فالذي أنصحك به إكمال الدراسة عبر المراسلة إذا أمكنك إكمال المبالغ المتبقية عليك، فلعلك تستفيد من الشهادة في المستقبل، فما يدريك لعله يتأتى لك السفر إلى البلاد الغربية والعمل فيها في المستقبل، إضافة إلى ما توفره الدراسة المذكورة من فائدة علمية وعملية وكمال في السيرة الذاتية حين التقدم للعمل في بلادك أو عموم البلاد العربية.

- هذا مع ضرورة محاولة إكمال الدراسة أيضاً في بلادك أو البلاد العربية للجمع بين مصالح الدراسة في الداخل والخارج؛ ففي ذلك تحقيق المصلحة والكمال بين الدراستين في الحال والمآل بإذن الله تعالى.

- أوصيك بالاستشارة لأهل الثقة والخبرة، والاستخارة فيما يشكل عليك في حياتك عامة.

- كما أوصيك بتعزيز الثقة بالنفس وتنمية الذات، وتطوير الثقافة والمواهب والقدرات والمهارات العلمية والعملية.

- لا أجمل من حسن الصلة والظن بالله تعالى واللجوء إليه بالدعاء، نسأل الله لك التوفيق والسداد والصواب والهدى والحكمة والخير والرشاد والنجاح في حياتك عامة، وسعادة الدنيا والآخرة.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً