الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل توجد صداقة بين شاب وفتاة؟

السؤال

السلام عليكم.

أقرب شخص لي هو شاب صديقي من عمري، وفي نفس المرحلة الدراسية، لا تجمعانا علاقة سوى الصداقة، فهو يفهمني، وأرتاح في الحديث معه، وأشاركه أحداث حياتي ومشاكلي اليومية، ونجتهد في الدراسة معا، علما أن كانت لي صديقة قريبة نفس هذا القرب، فحدث بيننا خلاف وافترقنا منذ ثلاث سنوات، ولم يبق لي سوى هذا الصديق، وأخشى أن أكون أغضب الله سبحانه وتعالى بهذه الصداقة، وأخاف أن تكون نتيجة هذه الصداقة عذاب شديد في الآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونحيي خوفك من الكبير المتعال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديك إلى أحسن الأخلاق والأعمال، وأن يصلح الأحوال وأن يعينك على الطاعة وأن يحقق لك السعادة والآمال.

حتى لو كانت هذه الصداقة نظيفة وطيبة فنحن لا ننصح بالاستمرار فيها، وندعوك إلى البحث عن صديقات صالحات، فما أكثر الصالحات في جامعاتنا وفي مدارسنا وفي حياتنا في البلاد الإسلامية، فاجتهدي في اختيار صديقات صالحات، لأننا دائماً نريد للفتاة أن تكون إلى جوار الفتيات، ونريد للشاب أن تكون علاقته بالشباب، أما إذا احتاجت الفتاة إلى واجب أو سؤال عن شيء من شاب فلا مانع من ذلك، بشرط أن لا يحدث أو يكون بينهما خلوة، بشرط أن يكون ذلك بالمقدار المطلوب، لا يجوز التوسع في الكلام والضحك وإلى غير ذلك من الأمور، فإذاً هذه أشياء شرعية لا بد من مراعاتها، الأصل أن تكون الفتاة مع صديقات، بل كلمة الصداقة ينبغي أن تكون في هذا الإطار، فالفتاة لا تستطيع أن تصادق رجلا إلا إذا كان محرماً لها، -يعني عم، خال كذا- أو كان زوجاً لها، أما غير هؤلاء لا نريد أن تكون صداقة ممتدة طويلة لأن هذه قد تفتح الأبواب.

لذلك ندعوك إلى البحث عن الصالحات، والعودة إلى تلك الصديقة أو التعرف على غيرها، وبعد ذلك إذا احتجت لبعض الأمور لهذا الشاب أو لغيره فليكن ذلك وفق القواعد الشرعية، وفق الضوابط الشرعية، تسألين وتتكلمين دون خلوة، دون خضوع في القول، دون تطويل في الكلام يعني وفق الضوابط الشرعية (وقلن قولاً معروفا) أن يكون الكلام أيضاً معروفا ومحددا، فلذلك أرجو أن يكون انسحابك بالتدريج من هذه الصداقة، وأول الخطوات هي أن تبحثي عن صالحات، نحن نريد حتى في الجامعات المختلطة نريد للشاب أن ينحاز للشباب والفتاة تنحاز للفتيات، ونسأل الله أن يخرج الأمة من هذه الأزمات، وبعد ذلك ينتبه القائم على أمر هذه الأمة كل مسؤول سيسأل بين يدي الله، إذا لم يهيء للطالبات تعليما منفصلا وللأبناء الذكور تعليما منفصلا، فإن الشريعة تباعد بين النساء والرجال حتى في صفوف الصلاة، فتجعل خير صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء، وخير الصفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، فنسأل الله أن يعينك على الخير ونحيي الروح التي دفعتك للسؤال، ونتمنى أن تجتهدي في تصويب هذا الوضع.

ونتمنى أيضاً إذا كان في الإمكان أن يتقدم ليكون في النهاية شريكا لك في الحياة، يتقدم بشكل رسمي لتكوني مخطوبة له، وبعد ذلك يعقد عليك وتمضين في هذا الاتجاه، يعني إما أن نمضي في هذا الاتجاه أو نمضي في الاتجاه الثاني بأن تنحازي إلى البنات، ولا تحتاجين إلى هذا الصديق إلا في أوقات الضرورة، وإذا احتجت له في الضرورة ينبغي أن يكون وفق الضوابط الشرعية التي أشرنا إليها، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وخيراً، وأن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، واعلمي أن الصداقة قد تبدأ بريئة لكنها لا تنتهي بنفس الطريقة، لأن الشيطان هو الثالث ولأن الشيطان يتدخل، ولأن الشيطان ينتظرنا في المحطات الأخيرة ليفسد علينا -والعياذ بالله- ديننا ودنيانا، نسأل الله أن يعصمك من الشر ومن الشيطان، وأن يعينك على مصادقة بنات صالحات يكنّ عوناً لك على طاعة الله تبارك وتعالى، وأن يقدر لك وللشاب الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً