الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبحث عن دواء بديل للدوجماتيل، أرجو المساعدة.

السؤال

السلام عليكم.

السؤال موجه للدكتور محمد عبد العليم إن أمكن.

منذ ما يقارب من أربع سنوات وأنا أعاني من حموضة شديدة أفقدتني وزني، عملت مرتين عملية منظار للمعدة في بلادي، ومرة في تايلند للمعدة والقولون.

المرة الأولى قال لي الدكتور: بأن لدي التهابا بسيطا في المعدة، وأعطاني حبوب النيكسيوم للحموضة، وبالفعل الحموضة قلت كثيرا ولكن لم تختفي.

في تايلند أخبرني الدكتور بأن لدي جرثومة المعدة، وأعطوني المضادات الحيوية، وبعد قرابة الشهرين توقفت عن حبوب الحموضة، واعتقدت بأن الأعراض زالت ورجعت طبيعي لمدة شهرين ثم انتكست.

المرة الثانية قبل ذهابي لتايلند قال لي الدكتور: ليس لديك أي التهابات ولكن لدي قلق، وأعطاني حبوب التريبتزول، ولكنني لم أقوى على آثارها، لذلك ذهبت للطبيب مرة أخرى وأعطاني حبوب الدوجماتيل، وبالفعل حالتي تحسنت كثيرا، فقد كنت أعاني من رهاب التقيؤ، فإذا ذهبت لمسافات طويلة بالسيارة أبدأ بالتفكير كيف سأتقيء وأين، حتى يبدأ هذا الإحساس بالزيادة وأشعر بالدوار، وأضطر للوقوف بالسيارة، ولكن فعليا أنا لم أتقيأ أبدا.

في الصلاة ما أن يبدأ الصف الخلفي بالامتلاء حتى أبدأ بالتفكير كيف سأخرج إذا أردت التقيؤ؟ وتبدأ نبضات قلبي بالتزايد وأشعر بالدوار، وما أن تنتهي الصلاة وأخرج يختفي كل شيء، وكذلك في اجتماعات العمل أبدأ بالتفكير ماذا سأقول، وتبدأ نبضات قلبي بالتسارع، وثم أشعر بالغثيان، وما أن أخرج حتى ينتهي كل شيء.

المشكلة أنني أعاني من إيجاد حبوب الدوجماتيل، وأريد بديلا عنها يعطي مفعولها ولكن ليس بتأثيراتها الجانبية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف.

رسالتك واضحة جدًّا، فأنت أُصبتَ بهذه الأعراض في الجهاز الهضمي خاصّةً المعدة، وقمت بإجراء الفحوصات السليمة وهي المناظير، وبفضلٍ من الله تعالى تأكد أنه ليس لديك شيء خطير أبدًا، موضوع تجمُّع الأحماض وكذلك الجرثومة الثلاثية أمرٌ شائع جدًّا بين الناس.

هنالك نقطة مهمّة جدًّا وهي أن الأشخاص الذين لديهم قابلية للقلق -خاصة قلق المخاوف- لديهم في ذات الوقت استعداد كبير جدًّا للأعراض الجسدية، أو التي نُسمِّيها (النفسوجسدية)، بمعنى أن القلق والتوتر النفسي حتى وإن كان مُقنَّعًا وغير ظاهر ينعكس على بعض أعضاء الجسم خاصة الجهاز الهضمي، لذا تجد مَن يشتكي من الحموضة، ومن يشتكي من القولون العصبي، وهذه الحالات نُسمِّيها -كما قلنا- بالنفسوجسدية، -وإن شاء الله تعالى- هي بسيطة جدًّا، وحتى إن كانت مزعجة سوف تنتهي بحول الله وقوته.

الذي يظهر لي أنه لديك قلق مخاوف من الدرجة البسيطة، لم يصل لمرحلة الرهاب الحمد لله، هنالك قلق ظرفي اجتماعي بسيط، وقد أوضحتَ ذلك فيما يحدث لك من مواقف في أثناء الصلاة وموضوع التقيؤ والسفر لمسافات طويلة بالسيارة، كلُّ هذا دليل على وجود درجة بسيطة من قلق المخاوف، وأعتقد أن أعراض الجهاز الهضمي أيضًا مرتبط بها.

قبل أن أتحدث عن العلاج الدوائي، أريدك أن تجعل نمط حياتك نمطًا فعّالاً، بمعنى أن تمارس رياضة، الرياضة مهمَّة جدًّا لعلاج مثل هذه الأعراض، وأن تمارس أيضًا تمارين استرخائية (تمارين التنفس التدرُّجي، وتمارين قبض العضلات وشدِّها) تمارين مفيدة جدًّا، وتُوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضّح كيفية ممارسة هذه التمارين.

كما أرجو ألَّا تُكثر من الشاي والقهوة، وأن تتجنب النوم بالنهار، وأن تحسن إدارة وقتك، وألَّا تكتم أيضًا، خاصّة الأشياء التي لا تُرضيك، النفس لها محابسها، إذا أُغلقت أكثر ممَّا يجب هذا يؤدي إلى احتقانات داخلية كثيرة تنعكس في شكل أعراض نفسوجسدية، فعبّر عن ذاتك في حدود المعقول، وأكثر من التواصل الاجتماعي، وكن حريصًا على أن تقوم بواجباتك الاجتماعية، لا تتخلف عنها أبدًا أخي الكريم، -والحمد لله- أنت رجل من روّاد المساجد، وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك.

الآن نتكلم عن العلاج الدوائي: الدوجماتيل بالفعل دواء جيد، لكنّه لحظي الفعالية، بمعنى أنه لا يقتلع الخوف، وأنا أفضل أن تتناول الزولفت، والذي يُسمّى علميًا (سيرترالين) بجرعة صغيرة جدًّا، ونعطيك -إن شاء الله- بديلاً للدوجماتيل أيضًا.

إذا اقتنعت بالسيرترالين فبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة يوميًا -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.

دواء بسيط جدًّا لعلاج الخوف والتوترات والوسوسة، وهو أيضًا مُحسِّنٌ للمزاج، هذه الجرعة جرعة صغيرة جدًّا، لا أعتقد أنها سوف تأتي بآثار جانبية، ومن الآثار الجانبية التي قد تحدث لبعض الناس هي: شيء من تأخر القذف المنوي عند الجماع.

أما بديل الدوجماتيل فهو عقار (ديناكسيت)، حبة واحدة في اليوم، وهو دواء بسيط جدًّا وسليم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً