الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الوسواس والخوف سبب في معاناتي؟

السؤال

السلام عليكم

لدي وسواس نقط البول بعد التبول وارتداء الملابس، أشعر بنقط تنزل، لكن عندما أنظر للملابس لا أرى آثار بول، بعض الأحيان تأتيني أفكار أنه احتقان البروستاتا أو شيء مثله، لكن -الحمد لله- لا أعاني من مرض بالجهاز التناسلي، وجسمي سليم تماما، لكنني فعلت العادة السرية بالخطأ 17 مرة قبل 3 اشهر، وتركتها منذ 3 أشهر أول ما عرفت أنها حرام وتضر.

فحوصاتي سليمة، فسألت أبي فقال لي: هذا وسواس، لكنني أشعر أنه مرض، وعملت كل التحاليل وكانت سليمة.

بعض الأحيان تاتيني حالة نفسية سيئة وأشعر أن نقط البول نزلت على ملابسي، وعندما أرى لا أجد سوى نقطة فيزيد الخوف، لكن باقي الوقت لا ينزل بول، وكله من الوسواس، فهل الوسواس والخوف يجعلاني أنزل نقاط بول؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

نسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية والشفاء، حالتك هذه معروفة بالوساوس القهرية، قد تعطي نوعا من التوهمات الخاطئة، ولا أقصد بالتوهمات التي يقصد بها عدم الإدراك أو افتقاد البصيرة، إنما تخيل أو تصور، أو الشعور بأن شيئا قد حدث وهو لم يحدث.

الذي يظهر لي أنك -ما شاء الله- حريص على أمور الطهارة، والوساوس أصلاً تنشأ من محاولة الإنسان الإجادة في الشيء، الذين يترددون يوسوسون في الوضوء كانت بداياتهم الحرص الشديد على أن يصبغوا الوضوء وهكذا.

يجب أن تقنع نفسك أن هذا وسواس، ويجب أن لا تنظر لملابسك الداخلية، حتى لو أتاك الشعور بأن هنالك نقط من البول قد نزلت، إذاً العلاج هو الإصرار التام على عدم مواكبة الوسواس، إذا قمت بالنظر أو التفتيش في ملابسك هذا يؤدي للمزيد من الوسواس، ويقوي الوسواس، ويدعمه وربما تظهر لديك وساوس أخرى، طبعاً حين تقاوم ولا تقم بتفتيش الملابس أو تحسسها سوف تصاب بقلق، سوف تصاب باندفاعية شديدة نحو ضرورة أن تقوم بالتأكيد على أن ملابسك لا يوجد فيها بول، قاوم هذا الشعور، أرفض هذا الشعور، وبعد فترة سوف تجد أن الأمر قد أصبح طبيعياً جداً.

طبعاً العادة السرية تعرف صعوباتها ومشاكلها وهي منقصة للدين، وتدخل على الإنسان خيالات جنسية مقيته جداً ومرفوضة، فأرجو أن تبتعد عنها، وأنا أريدك أن تشغل نفسك أكثر، أن تمارس الرياضة، الرياضة تعطيك شعورا بأن جسدك قوي ونفسك -ما شاء الله- أيضاً قوية، وتساعد في إزالة الوساوس، أيضاً وزع وقتك بصورة جيدة، اجتهد في دراستك، تواصل مع أصدقائك، اقرأ قراءات كتب جيدة ومفيدة، حتى غير الكتب الأكاديمية هذا كله -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيراً ويخرجك من هذا الوسواس.

طبعاً الوساوس من هذا النوع أيضا تستجيب للعلاج الدوائي بصورة جيدة، وعقار فافرين والذي يسمى فلوفكسمين على وجه الخصوص ممتاز جداً، لكن نسبة لسنك لا أنصحك الآن بتناول الدواء، طبق الإرشادات التي ذكرتها لك وإن استمرت الوساوس، وهذا لا أتوقعه.

في حالة استمرارها أرجو أن تذهب وتقابل أحد الأطباء النفسيين -وإن شاء الله- لا تحتاج أنت لعلاجات كثيرة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً