الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلول للزواج في زمن الوباء، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أعيش بعيدا عن أهلي، مقيم في بلد غربي (للحاجة)، وقد فقدت عملي نتيجة الوباء المنتشر، وقد عزمت قبل انتشار الوباء على الزواج، ولكن انفصالي عن العمل حال بيني وبين ذلك، ما هي نصيحتكم لي بارك الله فيكم.

أنا في أمس الحاجة للزواج في الفترة الحالية، وأخاف على نفسي من الفتن المنتشرة حولي.

الحمد لله لا أنقطع عن صيام النافلة، وذلك يساعدني ولكن الفتن تلتف بي من كل جانب، تكاليف الزواج هنا مرتفعة، وخصوصا تكاليف المعيشة، حتى عندما كنت أعمل لم يكن يصل دخلي إلى مستوى الدخل المتوسط، أسعار إيجارات البيوت باهظة الثمن.

هل يجوز لي أن أعقد على فتاة مسلمة، ولا أنتقل للعيش معها إلا بعد عثوري على وظيفة أو دفع المهر على دفعات، وإن كان لديكم حلول أفيدونا بها.

نفع الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، نسأل الله أن يسهل أمرك، ونبشرك بأن صدقك في طلب الحلال سيجلب لك معونة وتأييد الكبير المتعال، من الذين يُعينهم الله طالب العفاف، ونسأل الله أن يُهيء لك الحلال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

لا شك أن الجائحة التي ألَمَّت بالبشرية تركت آثارًا وانعكاسات كثيرة، ونسأل الله أن يرفع الغُمَّة عن الأُمَّة والبليّة عن البشريّة، ونتمنّى أن تسعى فعلاً في طلب العفاف؛ لأن طلب العفاف والبُعد عن الفتن من أسباب رفع هذه الجوائح العامة أو الخاصّة، ونشكر لك حرصك على الصيام، فإن الصيام هو توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن لا يستطيع الزواج، واسلك سبيل العفاف، قال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}.

وقد أسعدنا أيضًا بحثك عن الحلول المناسبة، والحلول المذكورة مناسبة جدًّا ورائعة إذا وجدتَّ الفتاة التي تتفهّم هذه الظروف، وأنها ستنتظر، فهذا خيرٌ للإنسان أن يكون له زوجة في باله، عقد عليها، يتواصل معها، ولا مانع من تأجيل الدخول حتى تتيسَّر الأمور، لأن عند ذلك ستنصرف عاطفتك ومشاعرك إلى مكانٍ حلال، إلى زوجة هي لك، فإذا وجدتَّ الفتاة التي ترضى بأن يُقسّط المهر، أو تتنازل عن بعض الأمور وحسب الظروف الخاصّة بك أو الظروف التي تعُمَّ الأرض جميعًا؛ فذلك خيرٌ كثر، وهي من المحاولات الرائعة التي تقوم بها، وكذلك نتمنّى أن تجد من أصدقائك وإخوانك من يُعينك على بُلوغ العفاف، فالإنسان ضعيف بنفسه لكنّه قويٌّ بعد الله بإخوانه.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسهّل لك أمر الحلال، وأن يُسهّل على شباب المسلمين، وأن يُبعدك عن الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله -تبارك وتعالى-، وبأن تسلك سبيل العفاف حتى ييسّر الله أمرك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك في موقعك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً