الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع نسيان مشاعري تجاه من أحببتها، فما توجيهكم لي؟

السؤال

السلام عليكم.

بداية أشكر لكم وقتكم وتفانيكم في تقديم العون والمساعدة لعامة المسلمين.

باختصار: أنا تعرفت على فتاة منذ حوالي 9 سنين، نعم مدة طويلة، لكني ما زلت أذكرها وأذكر الذي كان بيننا، هي الآن متزوجة ولديها ابن، ولكن ما زلت أمني نفسي بأنه من الممكن أن يكون هناك أمل في أن نلتقي مجددا، أخاف أن أرتبط بأخرى فلا يحدث بيننا الحب والمودة والرحمة التي أتمناها مع شريكة حياتي، والتي وجدتها معها.

دلوني ما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ – في موقعك، ونشكر لك الثناء على الموقع، ونؤكد لك أننا نشرفُ بخدمة أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية والثبات.

بالنسبة لقصة الفتاة المذكورة: أرجو أن تصرف النظر عنها في أسرع وقت، وتُب إلى الله تبارك وتعالى ممَّا حصل قبل سنوات، فإن التوبة تجُبُّ ما قبلها وتمحو ما قبلها، واعلم أن انتظارك لها من الأمور الخطيرة؛ فهو انتظار للسراب، والأخطر من ذلك أنها الآن في عصمة رجل، فيُصبح من الصعب جدًا الوصول إليها، ولذلك نتمنى أن تنصرف إلى غيرها، والفاضلات غيرها كثير.

فاجتهد واطلب مساعدة أفراد عائلتك والصالحين من أصدقائك في البحث لك عن فتاة تسُرُّك إذا نظرت، وتُطيعُك إذا أمرت، وتكون عونًا لك على طاعة الله تبارك وتعالى، وتحفظك في نفسها ومالك، لأن هذا هو باب السعادة، واعلم أن العمر يمضي، والإنسان ينبغي أن يحرص على أن يتزوج؛ لأن مَن تزوج فقد استكمل نصف الدين، فعليه بعد ذلك أن يتق الله في النصف الآخر.

فاجتهد في البحث عن بنت الحلال، واعلم أنها أكبر عونٌ لك على طي تلك الصفحات، ونتمنّى أن يكون التواصل منقطع بينك وبين المرأة المذكورة، لأنه لا يحلُّ لك بحالٍ من الأحوال أن تتواصل معها، بل ننصحك إذا كانت هناك صور أو أرقام أو ذكريات أن تتخلص من كل ذلك، حتى لا يجد الشيطان سبيلاً إلى نفسك.

إذا كنت ترى أن في الأمر صعوبة فإننا نقول: الأصعب والأخطر والمُخيف هو أن تستمر في هذه الرغبة، وأن تُضيّع وقتك بهذه الطريقة، وأن تتعلق بامرأة ربما يكون لا سبيل لك إليها، لذلك هذه نصيحة أرجو أن تأخذ بها. واعلم أن ما يحدث لك من الألم أقلّ بكثير – كما قلنا – من الذنوب التي يمكن أن تدخل فيها والحرج الذي يمكن أن تدخل فيه، والأذى الذي يمكن أن يلحق بنفسك من وراء هذا الانتظار الذي له بداية وليست له نهاية.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف قلبك إلى الخير وإلى الحلال، وأن يضع في طريقك الفتاة المسلمة التي تُسعدك وتُسعدها وتُعينك على طاعة الله تبارك وتعالى.

هذه وصيتُنا لك بتقوى الله، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً