الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرفض الخطاب هربا من فكرة العلاقة الزوجية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 19 سنة، تقدم لي الكثير من الخطاب الذين على درجة من العلم والأدب والأخلاق، ورفضتهم لأني أكره الزواج، والسبب العلاقة الزوجية، أشعر أنه شيء غير مقبول أخلاقيا، ولا أعرف كيف النساء والرجال يستطيعون تقبلها والقيام بها، أشعر أن فيهم خللا.

أيضا لا أحب ملابس النساء والأنوثة، وهذه الأشياء.

أفيدوني، وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيلين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك ثقتك بنا وتواصلك معنا.

ابنتي العزيزة: تهافت الخطاب لخطبتك دليل أن لديك مميزات جميلة يرغب أي شاب في الارتباط بك، وهنا نتحدث عن مفهوم رباط الزواج الذي هو من شرع الله وسنة رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فهذا الأمر فطرة الله في خلقه، حيث إن الله خلق الإنسان بمجموعة عواطف ومشاعر، ووجهه إلى كيفية التعامل مع هذه المشاعر، فالزواج قبل أن يكون اتصالًا جسديًا هو أرض خصبة لتبادل مشاعر الحب بين أطراف العلاقة الزوجية، فالذي خلق هذه المشاعر أرشدنا لكيفية تفريغها بالحلال، لذا كانت هذه العلاقة مبنية على قوله تعالى:" وجعل بينكم مودة ورحمة"، فقد ذكر سبحانه أهم أركان الزواج، ولم يتطرق للاتصال الجنسي، لأن هذا الأمر يأتي تباعا بعد حدوث الاقتراب العاطفي، ومن ثم يحدث الاتصال الجسدي.

ربما مرت عليك تجارب زواج فاشلة، أو سمعت عن بعض لأمور التي تحدث في هذه العلاقة مما سبب لك نفورا وعدم تقبل الفكرة، فتجاهلي تماما كل ما ذكر لك من قصص هي ليست مقياسا وليست نموذجا ثابتا في العلاقات الزوجية، فهي أطهر وأنقى مما تتخيلين في علاقة مر بها الأنبياء والرسل، فكيف لك أن تتخيلي أن هذه العلاقة غير مقبولة أخلاقيا -كما ذكرت- وهم منزهون عن الوقوع في الآثام وفيما يعيب.

توقفي عن الأفكار التي قد تؤثر على مجرى حياتك، وأعيدي برمجة عقلك الباطن وما رسخ فيها من أفكار خاطئة، فأنت في مقتبل العمر، وينتظرك مستقبل جميل، فلا تفسديه بأفكار غير منطقية، ومارسي أنوثتك الطبيعية فتزيني بما أباح الله لك من زينة، واهتمي بمظهرك وجمالك وفق ما أباحه الشرع، ويجب أن تتمتعي بنعم الله عليك، وأن تحمديه وتشكريه عليها.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات