الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستمر على حفظ القرآن وأتجنب كيد الشيطان؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 26 سنة، أدرس في الجامعة المستوى الثالث كلية الهندسة، بدأت في مشروع حفظ القرآن الكريم، وحفظت منه ثلاثة أجزاء، وشعرت بأن حياتي تحسنت كثيرا، وأصبحت أهجر المعاصي قدر المستطاع، وأصبحت ألتزم بورد يومي من القرآن، وعندي العزيمة لحفظ كتاب الله تعالى كاملا.

مشكلتي كيف أستمر على الحفظ؟ وكيف أتجنب كيد الشيطان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أخي الكريم - في موقعنا، وأسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، والجواب على ما ذكرت:

نحمد الله تعالى الذي وفقك لحفظ القرآن الكريم، لأن القرآن هو أصل العلوم الشرعية، وهو كتاب مبارك فيه الخير العظيم في صلاح الإنسان وتهذيب سلوكه واستقامة أخلاقه، وتثبيت جنانه، وشفاء صدره، ونحو ذلك من المنافع التي لا تحصى، فحفظ القرآن هذا أمر عظيم في حياتك لو أنه تحقق لك، ولك في ذلك أجر عظيم بقدر ما تحفظ من الآيات منازل عالية في الجنان العالية، نسأل الله أن يتم عليك هذه النعمة، وأن يثبت حفظه في قلبك.

- وحتى تستمر في حفظ القرآن الكريم، فإني أنصحك بأمور:

- عليك أن تخلص لله تعالى في الحفظ، فإنك إذا اخلصت، وأردت بذلك وجه الله والأجر منه، حصل لك ما تريد.

- الحفظ عند طالب علم متقن تقرأ وتسمع لديه محفوظاتك.

- المراجعة المستمرة بتحديد ورد يومي للمراجعة أكثر من ورد الحفظ، فالقرآن سريع التفلت من صاحبه إن أهملت مراجعته.

- المحافظة على الصلاة في وقتها، وكثرة الذكر، والاستغفار، والإكثار من قول لاحول ولا قوة إلا بالله.

- البعد عن المعاصي والذنوب، فهذا مما يعينك على الحفظ، وعدم النسيان.

- وعليك بقراءة القرآن في صلاة النافلة حتى يثبت الحفظ في صدرك؛ فقد كان سلفنا الصالح يفعلون ذلك.

ومن جانب آخر، فلا شك أن الشيطان لن يدعك تستمر في هذا الخير، وله وسائل كثيرة للصد عن طاعة الله، وللخلاص من كيده:

- عليك بملازمة الطاعات، وكثرة ذكر الله تعالى، قال ابن تيمية: "والوسواس يعرض لكل مَن توجَّه إلى الله، فينبغي للعبد أن يَثبُت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، قال تعالى: "إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء: 76]".

- وإذا أراد أن يصدك عن فعل الخير فاستعذ بالله من شره، وقل لا حول ولا قوة إلا بالله، وبإذن الله تعالى ينصرف عنك.

- أكثر من الاستغفار، وتب إلى الله تعالى كلما أذنبت، فإذا فعلت هذا قطعت كل طريق لكيد الشيطان على نفسك.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً