الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قوبلت برفض أهل العريس قبل التعرف علي، ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي زميلي وقابل أبي في الخارج ليتعرفوا على بعض، ثم جاء هو وأهله لمنزلنا ورحبنا بهم، وكانت جلسة جميلة.

لكن بعد يومين قال لي زميلي: إن كل شيء قسمة ونصيب، وأن أهله صلوا استخارة قبل وبعد المجيء ولم يشعروا بالراحة.

لقد حاول التكلم معهم ولكن دائما كان ردهم بالرفض، وقالت والدته: إن أفكارنا مختلفة أنا وهو، في حين لم تتعرف علي بعد، ولم ترني إلا يوم التعارف، ولم أتحدث في ذلك اليوم كثيرا!

لكنها قالت: إنها عرفتني من خلال حالات ابنها في المنزل، على سبيل المثال:

عندما كانت تراه عابسا مثلا، بسبب مشكلة في الشغل، أو بسبب أصدقائه، ولأنه لا يذكر مشاكلنا لوالدته!

أنا وهو شخصيات محترمة وخلوقة، ومستوى عائلاتنا متساوية ماديا واجتماعيا.

ماذا أفعل حتى أستطيع تغير فكر والدته، وحكمها علي دون التعرف علي أو إعطائي فرصة؟

وبما أن هذا تفكيرها قبل صلاة الاستخارة، فهل صلاة الاستخارة مقبولة بهذا الشكل؟ لأن أكثر ما يقال من والدته أنهم صلوا استخارة ولم يرتاحوا، وهو لا يريد أن يا أخذ أي خطوة دون موافقة أهله، فما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ويُصلح الأحوال.

لا شك أن الذي حصل غير كافٍ، والعبرة في رأي الشاب في الفتاة، وما حصل من أهله ينبغي أن تنتظروا وتحاولوا وتُكرروا المحاولات، ونتمنَّى أن يكون رأي الشاب ثابتا فيك، فهذا هو المهم، وعليه أن يُكرر المحاولات مع أهله، ثم عليك بأن تتواصلي مع أخواته على سبيل التعارف حتى تزول الأفكار السالبة الموجودة.

ونحن نعتقد أن مثل هذه الإشكالات تحدث عندما تُفاجأ الأسرة بشاب يأتي بعد سنوات يُفاجئهم بفتاة، قد تكون طيبة وقد تكون صالحة وأنت كذلك -إن شاء الله- لكن دائمًا الإنسان عدوُّ ما يجهل، ودائمًا الأهل يتخوَّفون ويتوجَّسون من الخيارات الجاهزة التي يُفاجئ بها الأبناء، أو تُفاجئ بها البنت أهلها أيضًا.

ولذلك ننصحكم بتكرار المحاولات، والتوجه إلى رب الأرض والسموات، وإدخال أصحاب الواسطات، والاجتهاد في التعرف على أسرته، على أخواته، على والدته، يعني: يكون هناك تواصل عائلي، لأن هذا القُرب هو الذي يزيل المخاوف، وهذا التواصل هو الذي فعلاً يستطيع أن يُغيّر القناعات الموجودة، لأن الناس إذا تعارفوا تآلفوا.

أمَّا بالنسبة للاستخارة أيضًا، فالاستخارة مكانها في الذي يحتار، في الذي لا يعرف أين الخيار المناسب، لكن الذي حدَّد خياره، لكن الاستخارة ليست هذا موضعها، وإن كانت الاستخارة دعاء.

على كل حال: ندعوكم إلى مزيد من المحاولات من جانبك ومن جانب الشاب أيضًا، يجتهد على أهله، وأنت اجتهدي في التعرُّف عليهم، ونسأل الله أن يُقدّر لكم الخير ثم يُرضيكم به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً