الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي مدمن وأنا خائفة على أولادي، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ 6 سنوات، عندي طفلان، زوجي مسافر، وأعيش مع أبي وأمي.

مشكلتي أن زوجي يشرب مخدر البانجو بكثرة، وعلمت أنه يشتريه بالعملة الصعبة في سفره، وعندما طلبت منه زيادة المصروف لي ولأولادي، فقال لي ليس لدي عمل، ولا أعمل حاليا، وعندما ينزل من سفره يخرج إلى القهوة والشرب مع أصدقائه، وأنا أخاف على أولادي، وخاصة أنهم ذكور، وطلبت منه تغيير البيئة، والابتعاد عن أصدقاء السوء، ولكنه رفض، وقال: هذه حياتي ومن لا يعجبه مع السلامة!!

أنا خائفة على أولادي، أريد أن أربيهم تربية سليمة بعيدة عن هذا الجو، ولكن ليس لدي وظيفة، ولا مسكن غير بيت أبي.

أنا في حيرة جدا، خائفة على الأولاد، فوالدهم مدمن ولا يفكر في مصلحتهم.

أنا خريجة جامعة أزهرية، وهو دبلوم صنائع، ولا أعرف ماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنه سيّء الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلَّا هو.

لا شك أن ما يفعله الزوج خطير جدًّا، بل هو محرَّمٌ، بل هي أم الخبائث وأم الكبائر، ولكننا لا نؤيد فكرة الاستعجال في طلب الطلاق، أو إيقاف حياة هذه الأسرة، وكنَّا نتمنَّى أن تعرضي حياة زوجك كاملة، تضعين الإيجابيات التي فيه إلى جوار هذه السلبيات – وهي كبيرة – لأن هذا يُعينُك على اتخاذ القرار الصحيح.

كما أرجو أن أسأل عن قيامه بواجباته تجاه هؤلاء الأطفال من حيث الإنفاق والصرف عليهم، وإرسال ما يلزمهم من احتياجات.

من المهم جدًّا أيضًا أن يكون لأهله معرفة ودور في هذا الإصلاح، وأقترح عليك قبل أن تُقدمي على أي خطوة أن تجتهدي في الدعاء له، ثم تجعلي همّك أن يُصلحه الله تبارك وتعالى، واستبصري بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النِّعم))، فكيف إذا كان الرجل هو زوجك وأبو العيال؟!

وأرجو أيضًا ألَّا تضعيه أمام التحديات الكبيرة؛ حتى لا يتخذ قرارات غير محسوبة.

اجتهدي في أن تُؤمِّني لأطفالك الأشياء الأساسية، واجتهدوا في استخلاص الأموال منه، لأن وجود الأموال معه يُشجّعه على مزيد من الدمار.

المهم: نحن لا نستطيع أن نُشجّع على خراب هذه الأسرة، أو طلب الطلاق، أو تصعيد الأمور قبل أن تحاولي المحاولة الأولى والأساسية في هدايته، وأرجو أن يكون أهلك وأهله أيضًا معك وأن يجعلوا هذا همًّا لهم، بحيث نسعى في إصلاح هذا الرجل، وننتظر تواصلك مع الموقع، وأرجو أيضًا أن تتخذوا الأساليب المناسبة للحدِّ أولاً ممَّا يحصل منه، ثم بالتمهيد للذهاب به إلى مكان حتى يُعالج نفسه من هذه المصيبة الكبيرة، التي تُعتبر من الخطورة بمكان، فالمخدر خمر، والخمر هي أُمُّ الخبائث وأُم الكبائر كما لا يخفى عليكم.

أيضًا من المهم جدًّا أن نبدأ بتشجيعه إذا كان مُقصِّرًا في الصلاة أو في بقية الطاعات، نجتهد عليه، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتذكيره بالإيمان بالله، وتخويفه من مصير الأطفال ... هذه الأمور كلها ينبغي أن تُتخذ وسائل في إصلاحه وهدايته.

نحن ندعوك إلى أن تجعلي مجهودك الأول في هداية هذا الرجل، ثم في أخذ ما تستطيعين من الأموال ليكون عونًا لك على تربية هؤلاء الصغار، ثم بمشاورة أهلك وأهله في الشيء المناسب، ونحن أيضًا لا مانع عندنا من التواصل مع مزيد من التوضيح، وكنَّا نريد أن نرى الصورة كاملة بالنسبة لهذا الرجل: الإيجابيات التي عنده، حرصه على الصلاة من عدمها، عناصر الخير الموجودة فيه، حتى نستطيع أيضًا أن نضع خطة دعوية لإصلاحه.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً