الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أعدل بين زوجاتي في المحبة والمبيت، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا رجل متزوج بامرأتين، الأولى منذ 12 سنة، ولي منها 4 أطفال، والثانية منذ سنتين وهي حامل الآن.

أحاول العدل بينهما في النفقة والمبيت، أما في المحبة والجماع فلا أقدر؛ لأن قلبي يميل للثانية أكثر، ليس بسبب تقصير من الأولى، ولكن كما قال رسول الله: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك).

المشكلة أني تعبت من توزيع نفسي بين بيتين، ورغم محاولتي العدل إلا أنني أجد نفسي أحيانا أبيت عند زوجتي الثانية في ليلة الأولى وذلك بسبب حبي الشديد لها وبسبب حملها، كما أذهب إليها عندما يزعجني ضجيج الأطفال ومشاغباتهم في بيتي الأول.

زوجتي الأولى كانت تصمت في البداية، لكن نفد صبرها يوما وأخبرتني أنني أظلمها وأنها تريد العدل التام بينها وبين ضرتها، وحصل خصام بيننا.

المهم أني بحثت حول موضوع العدل بين الزوجات ووجدت أنه إذا أحست إحدى الزوجات أن زوجها معرض عنها ويميل إلى ضرتها وعاجز عن العدل بينهما، فيكون من الأولى أن تتنازل عن بعض حقوقها استعطافا لزوجها حتى يمسكها ولا يطلقها، فقررت أن أعرض ذلك على زوجتي الأولى وتوقعت أن توافق، خاصة أنها امرأة طيبة جدا ومتدينة، لكن عندما صارحتها بعدم قدرتي على العدل وعرضت عليها أن تتنازل عن حق المبيت مقابل أن أزيد في النفقة وأن أتفقد حالها دائما هي والأطفال صمتت في البداية ثم طلبت مني مغادرة البيت، وفي الغد حين اتصلت بها فوجئت بها تطلب الطلاق بكل برود وأن أعطيها كل حقوقها، وتناقشنا بحدة ثم أغلقت الهاتف بوجهي.

ماذا أفعل معها؟ مع العلم أني لا أريد الطلاق على الأقل من أجل أبنائي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الكريم – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حرصك على العدل، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

إذا رفضت الزوجة الأولى هذا العرض فليس أمامك إلَّا أن تعدل عدلاً تامًّا، وننصحك بالمحافظة عليها وعلى أولادها، ونتمنَّى ألَّا تُشعرها أنك تُمسكها لأجل أبنائها، فهي أيضًا امرأة ولها حق، ولا يجوز لك إظهار ما في نفسك من الميل، أنت لا تُحاسب على هذا الميل، لأنك لا تملكه، لكن تملك الإظهار من عدم الإظهار، فاجتهد في أن تُسعدها وتعطيها حقها وأولادها، وتحرَّ العدل، ولا مانع في النهار من أن تذهب لزوجتك الثانية إذا احتاجت إليك لمرضها أو لضعفها أو لحاجتها، كما يجوز لك في يوم الزوجة الثانية أن تأتي للزوجة الأولى لاحتياجات الأطفال إذا احتاجوا لشيءٍ.

ونسأل الله أن يعينك على العدل التام، فإن العدل شريعة الله تعالى، وهو الشرط الأول والأهم الذي ينبغي أن يُراعيه مَن عنده أكثر من زوجة، بل ينبغي أن يكون العدل كذلك بين الأبناء، وبين الزوجات، وبين المرؤوسين إذا كنت مسؤولاً في العمل، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

ما ذكرته صحيح، لكن رفضها حاسم في هذه المسألة، ولا ننصح أيضًا بقبول طلبها للطلاق، لكن عليك تحري العدل؛ لأن الطلاق لن يكون حلًّا للإشكال، بل سيكون بداية للمشكلات، خاصة مع وجود أطفال مع تلك الزوجة، ونسأل الله أن يعينك على العدل الذي هو المطلب الشرعي الأساسي لمن يتزوج بأكثر من واحدة، بل ينبغي إذا دخلت بيتها أن تُشعرها بأنها الأهم وأن لها المنزلة الرفيعة وأن مكانتها عالية، وإذا ذهبت للثانية أيضًا تُشعرها بمكانتها وأهميتها، ونسأل الله أن يُعينك على تحري الكمال الذي هو شريعة الله الكبير المتعال، ونسأل الله لنا ولك الهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً