الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكون مسلما قوي الإيمان بالله -عز وجل-؟

السؤال

السلام عليكم

أشكر كل القائمين على هذا المنتدى الرائع.

كلما اهتديت إلى الطريق المستقيم تغلبني نفسي في بعض المعاصي، وهذا ما يجعلني أضل عن سبيل الله، ويشهد الله أنني أحاول لكن لا جدوى.

جلست مع نفسي وفكرت كثيرا لسبب ما يحصل معي، فحصرت سبب المشكلة في اثنين:

1. أنني مسلم عادي، توارثت الإسلام من أبي وأجدادي، ولا أعرف كثيرا من المعلومات عن الإسلام، وعن الله تعالى.

2. أصدقائي غير ملتزمين، وأنا أقضي كثيرا من الوقت معهم.

وما أطلبه منكم: أن تضعوا لي منهجا في البحث والقراءة، والمصادر اللازمة التي تحتوي ما يجب أن أعرفه حتى أكون مسلما حقيقيا يخاف الله تعالى، ويشعر بمراقبة الله تعالى دائما، ووجب بالذكر أنني حاولت قراءة القرآن الكريم وتفسيره لكن لا أجد نفسي أصل إلى مراحل عالية في التقوى والإيمان، وإذا وصلت لمرحلة عالية لا تدوم لفترة طويلة، فيذهب ذلك الإيمان والشعور بالراحة والطمأنينة.

أسأل الله الهداية لي ولكم -بإذن الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود فظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسعد كثيرا بتواصلك معنا في هذا الموقع ونبادلك الشكر على حسن اختيارك لهذا الموقع ونحن في خدمتك دائما، ونسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، ووصيتي لك تكمن في الآتي:

- عليك بتقوى الله في السر والعلن، وأن تحمد الله على نعمة الإسلام، وعلى أنك نشأت في بيئة مسلمة، فكم حرم الكثير من هذه النعمة العظيمة.

- عندما يسير العبد إلى الله فهو بين حالة إقبال على الله فينبغي أن يتزود من الطاعة والقربات، وإذا وقع في الذنب فليسارع إلى التوبة، وإذا عاد إلى الذنب مرة أخرى، فليتب أيضا وهكذا، والله غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده، ويبدلها له إلى حسنات.

- لقد أحسنت في معرفة أسباب مشكلتك، فالجهل بالدين سبب في عدم الثبات على الدين والعودة إلى الذنوب، ولا شك أن العلم الشرعي يعرف الإنسان بربه وما يجب في واجبات تجاه نفسه ودينه وأمته، ومما أوصيك في طلب العلم:

وأما إصلاح النفس فيبدأ ولا شك بطلب العلم والذي يمكن أن تحصيله بأمور:

* عليك بالالتحاق بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم، وإتقان القراءة والحفظ على يد معلم متمكن.

* دراسة ما لا يسع المسلم جهله من أصول العقيدة والفقه وأصول الأخلاق، ويمكن أن تلتحق في حلقة علمية، فتدرس كتاب أصول الإيمان لنخبة من العلماء بإشراف صالح آل الشيخ، وكتاب الفقه الميسر لنخبة من العلماء، وكتاب أصول المنهج الإسلامي لعبد الله العبيد.

* وإذا كنت لا تجد حولك طالب علم بجوارك لتدرس عنده، فيمكن الدخول إلى بعض المواقع العلمية التي تعينك على ذلك مثل اكاديمية البناء المنهجي، وقناة المجد العلمية وغيرها، فيمكن أن تتابع المواقع وبإذن الله تعالى تجد بغيتك.

- وفي أثناء طلب العلم ينبغي الاهتمام بأداء الفرائض الواجبة ثم السنن المستحبة، ومع المحافظة على ورد يومي من القرآن الكريم، وقراءة أذكار الصباح والمساء، وكثرة ذكر الله والاستغفار، ونحو هذا، فهذا عامل مهم في تزكية النفوس.

- ومن الكتب النافعة في تزكية النفوس وإصلاح القلوب وتجمع بين صلاح الظاهر والباطن، كتاب الداء والدواء لابن قيم الجوزية وكتاب مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي وغيرها.

التعرف على الإسلام.

- وينبغي أن تعلم أن مجالسة الرفقة السيئة ثؤتر في تدين الإنسان فتزين له المعصية وترغبه فيها وتجعله مطية لأفكارها الهدامة، ولقد أحسنت بشعورك أن ضعف تدينك أن هذا من أسبابه، فعلى من الان فصاعدا أن تختار رفقة صالحة تعينك على طاعة الله، كما أن عليك وحتى تثبت على دين أن تكثر من الدعاء بالثبات وقراءة القرآن ونحو ذلك.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً