الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالتعلق بأخي الزوج بعد وفاة الزوج وكيفية التعامل مع ذلك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا فتاة تزوجت من ابن عمي، عشت معه مدة سنتين ثم توفي في حادث سيارة، وكنت في هذه الفترة حاملاً وعانيت معاناة لا يعلمها إلا الله وحده، وفي أثناء العدة كنت في منزل أهل زوجي، قاموا برعايتي والعمل على راحتي، وكان لزوجي أخ يصغره سناً، وكنت أراه مثل أخي وفي فترة العدة عمل بكل ما بوسعه لي، وفي يوم من الأيام قال لأخته: إنني أحس أني المسئول الوحيد عن زوجة أخي، وبعد ولادتي جاء لزيارتي في المستشفى وعندما رأيته كأنني رأيت زوجي مرة ثانية.
مرت الأيام وانقلب الحال، فكلما أراه أحس بنوع من الراحة ربما بسبب اهتمامه بي وبابنتي رغم أنني انتقلت إلى منزل أهلي، لكنه لم ينقطع عن زيارتنا، وبعد مرور السنة من وفاة زوجي أحسست بأن الله وضع هذا الإنسان في قلبي مع أنني دائمة التفكير بزوجي رحمه الله، وعندما يكلمني في الهاتف كأنني أسمع صوت زوجي فزاد بي التفكير من جهتين من جهة التفكير بفراق زوجي وتربية ابنتي الوحيدة، ومن جهة أخرى بأخي زوجي مع أنني متأكدة بأنه لا يفكر بما أفكر به، ولا أنا أقدر على العيش معه إذا فكر بالزواج مني، فهذا مستحيل مع أن أمه متقدمة لخطبة ابنة أخيها له.
وفي يوم من الأيام تعرض لموقف مع فتاة قد تعرض معها زوجي وسبب خلاف بيني وبين زوجي، وعندما علمت بالأمر اتصلت به ليقطع علاقته بها وبالفعل وعدني بأن يقطع علاقته بها، وعندما قطع علاقته بها قام بالاتصال بي ليخبرني بذلك، ولأني كلما رأيته أو اتصل بي لا أعرف ماذا يحدث لي، وصليت صلاة الاستخارة، ولكن الوضع كما هو لا أعرف هل هو يفكر بما أفكر به، وفي نفس الوقت إذا تقدم لخطبتي متأكدة بأني سأرفض ولا يمكنني العيش معه، ماذا أفعل؟ فلقد ضاق بي الحال، أرجو منكم مساعدتي في حل هذا الأمر الذي لا يطاق فقد ضاقت بي الحياة، وخصوصاً لا أحد يفهمني بعد زوجي الحبيب وأمي الغالية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ الحزينة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرحم زوجك وأن يربط على قلبك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك فعلاً قد تعلقت بأخي زوجك دون شعورك منك خاصة، وأنه يظهر لك هذا العطف والحنان والذي أنت في أمس الحاجة إليه الآن، وأعتقد أنه يبادلك نفس الشعور، والدليل على ذلك حرصه على إرضائك وإخبارك بأنه قد قطع علاقته بهذه الفتاة بناء على رغبتك، فهو شعور متبادل، إلا أنه مثلك قد يستبعد فكرة الزواج نظراً لكونك زوجة أخيه – رحمه الله – ولك منه طفلة، إلا أنني أقترح أنه إذا تقدم إليك بصفة رسمية ألا ترفضيه، لأنك قطعاً في حاجة إلى زوج – وإن لم يكن الآن فمستقبلاً – نظراً لصغر سنك، ولأن أهلك لن يدوموا لك، وهذا سيحدث مستقبلاً حتى وإن كنت ترفضينه الآن، فأنصح بعدم رفضه إذا تقدم رسمياً فهو أفضل من غيره.
والله الموفق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً