الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أبي زواجي من فتاة أصلها مختلف عنا!

السؤال

السلام عليكم.

طلبت من أهلي الزواج من فتاة أخت صديقي لكن أصلهم غير مرغوب فيه في مجتمعنا، في البداية أهلي لم يعرفوا عن موضوع الأصل وموافقين.

قبل ذهابي لأهل البنت قررت إخبارهم عن الأصل، مع أني لم أهتم بالأصل؛ لأنه شيء ما للبنت أي ذنب فيه! أهلي رفضوا رفضا تاما، وقالوا نتبرأ منك إذا تزوجت البنت!

الآن أكثر من سنتين وأنا أحاول بكل الطرق لإقناعهم بلا فائدة! لست قادرا على الزواج ولا على أن أنسى ولا على أن أرضي أهلي أو أرضي البنت.

أريد حلا حتى أتزوج هذه البنت، هل الدين منع من أن نتزوج من أصول مختلفة؟ هل هذا شيء يعتبر تكبرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لؤي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، والجواب على ما ذكرت:

- في الحقيقة أنه لا يوجد دليل شرعي يدل على اشتراط الكفاءة في النسب، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات:13].

وقد زوج النبي أسامة بن زيد فاطمة بنت قيس القرشية، وزوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش أم المؤمنين قبل أن يتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام وهي أسدية، وزوج عبد الرحمن بن عوف أخته هالة بنت عوف لبلال الحبشي إلى غير هذا، المقصود أن هذا ليس بشرط.

- ومن جانب آخر، فإن اشتراط الكفاءة في النسب عادة جاهلية، والمجتمعات في الغالب لم تستطع الفكاك منها، ولهذا لو أردت الزواج من هذه الفتاة وقبل أهلك بهذا، فإن كلام الناس من القبيلة والأهل لن يتوقف ويكون هناك همزا ولمزا وتعييرا ونحو ذلك، وسيكون الكلام مؤثرا على أبنائك من بعدك، ولهذا تتحاشى بعض الأسر الزواج لهذا السبب، فأرجو أن تتفهم وجهة نظر أهلك وأنهم في حرج من هذا الزواج.

- ومن جانب ثان، فإنك قد حاولت إقناع الأهل منذ سنتين، ولكنهم قابلوا ذلك بالرفض بل والتهديد بالبراءة منك، فالذي أرجوه لك وأنصحك به أن تصبر وتترك الزواج من هذه الفتاة، وتتزوج بأخرى، ولا أنصحك بالإصرار على هذا الزواج لما في ذلك من عواقب وخيمة، وأرجو أن تأخذ بوجهة نظر أهلك، حرصا على حسن العلاقة بهم، ولا ينبغي لك أن تتأخر أكثر من هذا في زواجك، ولا ينبغي أن تظل الفتاة معلقة بشيء قد لا يحدث، وستجد -إن شاء الله- فتاة مناسبة ذات كفاءة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً