الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أربي ابني الصغير تربية إسلامية؟

السؤال

السلام عليكم.

أحسن الله إليكم، وجزاكم الله خيراً، وأنتم موقعي المفضل.

متزوج -ولله الحمد- ورزقني الله بطفل أسميته عمر محبة بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ودائما أدعو الله أن يكون ابني مثل سيدنا عمر رضي الله عنه.

سؤالي هو: ابني أصبح عمره سنتين، وكما تعرفون بهذا السن أن الطفل يحب الحركة والتفاعل، وابني يحب مشاهدة التلفاز، وخصوصا برامج الأطفال والكرتون، وبرامج مثل الأطفال الصغار والبنات الصغار يلعبون بالألعاب، وهكذا.

الآن أصبحت أقلق عليه، ولا أريد أن يكون كل وقته مشاهدة للتلفاز، وبهذا السن يكون الطفل قابلا للتعلم في كل شيء مثل الصفحة البيضاء، وأي شيء يراه يبقى عالقا بذهنه.

أريد منكم نصائح وتوجيهات إسلامية شرعية حتى أقوم بتربية ابني تربية إسلامية شرعية، وعندما يكبر يكون إنشاؤه إنشاءً إسلاميا، ولدي رغبة عندما يكبر ابني أن أجعله شيخا عالما، وخصوصا علم الحديث النبوي تخصصا.

ما هي توجيهاتكم لي بهذا الشأن حتى أحافظ على طفلي، ولا يتأثر بالتلفاز والانترنت كثيرا، وتكون تربيته تربية إسلامية؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك، بداية أحيي فيك حرصك على تربية ابنك عمر على المنهج التربوي الإسلامي.

كما يقال إنّ القدوة الصالحة من أفضل المحفزات على تكوين العادات الحسنة والطيبة، ولعل من بركة توجيهات رسولنا الكريم لصلاة النوافل في البيوت لفضلها الكبيرالأثر في اقتداء الأبناء بذلك، فقد جاء في حديث نبينا الكريم حيث قال لنا: ( خير صلاة الرجل فى بيته إلا الصلاة المكتوبة)، رواه أبو داود.

وجميع علماء التربية أجمعوا على أن البيت هو أهم مؤسسة تربوية، وأن أعظم الوسائل التربوية تأثيراً هي التربية بالقدوة، أي بالسلوك، فوجود الطفل في بيئة ملتزمة بتعاليم الإسلام قلباً وقالباً كفيل بتنشئته تنشئة إسلامية متميزة، فعليكما أن تلتزما بتعاليم الإسلام داخل البيت التزاماً عالياً؛ حتى لا تقع عين ابنك على شيء مخالف للشرع؛ لأن الحسن عنده هو الحسن عندكم، والقبيح عنده هو القبيح عندكم .... وهكذا.

أوصيك بقراءة بعض الكتب، حتى تتوفر لديك قاعدة معلومات تربوية يمكنك بها بإذن الله تنشئة ابنك على كل خير، وأن يكون مسلماً صالحاً مطيعاً لربه باراً بوالديه، ومنها كتاب بعنوان: افهم طفلك تنجح في تربيته للمؤلف عادل فتحي عبد الله، وكتاب منهاج الطفل المسلم في ضوء الكتاب والسنة مرحلة ما قبل المدرسة، للمؤلف أحمد سليمان.

أنصحك أن تشاهد التلفاز مع ابنك واختر له المواضيع بعناية...

احرص على أن لا تترك تلفازًا في غرفة نوم ابنك.

حدد عدد الساعات المسموح بها لمشاهدة ابنك للتلفاز.

وأود أن ألفت نظرك إلى أهمية سماع الطفل لوالديه وللمحيط من حوله بما يحتاجه للتعلم، حيث يلتقط تعابير الوجوه ونبرة الأصوات وينعم بالتواصل البصري، الذي ينمي لديه لاحقاً الذكاء الاجتماعي والعاطفي...

يُقال أنه كان الكثير من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم لا يُعلمون أطفالهم شيئاً من العلوم إلّا بعد حفظهم للقُرآن الكريم، فحفظ القرآن من قبل الأطفال له ثمار كثيرة مثلا: يُنشّط الذكاء لديهم، ولحافظ القرآن القدرة على تنظيم أوقاته بشكل أفضل من غيره.

أسأل الله أن يعينك على تربية ابنك عمر تربية صالحة، وأن يجعله من الحافظين للحديث الشريف.

يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.
--------------
استشارات مرتبطة: (2594 - 243253 - 2961 - 279627 - 279624).

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً