الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الأماكن المغلقة المصحوب بالصراخ أثناء الليل لدى الأطفال وكيفية علاجه

السؤال

أنا أم لطفلة عمرها 5 سنوات، وهي حساسة ولديها بعض الغيرة من أخيها الذي عمره سنة ونصف، وتقلد أختها الأكبر 8 سنوات في كل شيء، كانت تصحو ليلاً وتبكي حتى أحضنها وأتكلم معها وتعود للنوم، وتخاف إذا أغلق باب غرفتها أو أطفئ الضوء، منذ ثلاثة أشهر انتقلنا لمنزل جديد وبدأت تصحو من نومها وتذهب لسرير أختها لتنام بجوارها، ولديها عادة سيئة هي الإلحاح والإصرار في طلب الشيء حتى تأخذه، ومنذ حوالي شهر كانت في الحمام ففوجئت بها تلعب في الماء وتصب به مع أطفال آخرين فغافلتها وضربتها دون أن تنتبه، ومنذ ذلك الوقت وهي تصحو في الليل وتصرخ بطريقةٍ هستيرية وترتعش وتقول كلاماً مفهوماً وواضحاً ولكن وكأنها ترى أحداً أمامها، كل ذلك بحدود 5-10 دقائق، ثم تهدأ بعد أن أقرأ لها آيات من القران وأحضنها بشدة حتى تهدأ، أرجو الرأي والحل المناسب، ولكم كل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي سوسن: لا تقلقي ولا تفكري كثيراً، فابنتك سليمة بإذن الله تعالى، وهي تحتاج إلى الرعاية والحنان الأمومي، وسأوضح لك بعض الخطوات للعلاج والإرشاد، وأرجو أن تلتزمي بها:

1- فيما يخص ذكرك للغيرة عند الطفلة: يجب أن تعرفي أن سبب الغيرة هو شعور الطفل بفقدان بعض امتيازاته أو احتياجاته الأساسية كالمحبة والعطف، فالذي يشعر أنه يستحق مركزاً معيناً ولا يحصل عليه وإنما يتمتع به شخص آخر يشعر بالغيرة، ولعلاج هذه الظاهرة يجب ألا تعاملي طفلتك معاملة تختلف عن باقي الأولاد، وأشعريها بأنها محبوبة، ولا تستخدمِ العقاب في علاج الظاهرة.

2- أما فيما يخص الخوف من الشيء المغلق: فحاولي أن لا تستخدمي الخوف كوسيلة للتربية، ووجهي طفلتك التوجيه السليم، ومناقشتها لمساعدتها على فهم مخاوفها، وإذا كانت تخاف من شيء معين محدد فيمكن القضاء عليه؛ وذلك عن طريق إعادة الإشراط في موقف جديد.

3- أما بالنسبة لإصرارها على الأشياء وعنادها: فهذه ظاهرة مألوفة في المراحل الأولى من الطفولة، فهي وسيلة لإثبات ذاتها وشد أنظار الآخرين لها، والتأثير عليهم سواءً كانوا من الأهل أو من غير الأهل، وعلاج هذه الظاهرة هو إشباع حاجات طفلتك، واحتواء مطالبها الأساسية لقطع الطريق على عمليات العناد والإصرار، وحاولي أن تخففي من أساليب القسوة، وعدم تعريض طفلتك لمواقف إحباطية أو مؤثرة تخلق لديها ردود فعل متمثلة في العناد والإصرار وحتى التمرد.

4- أما عن حالة قيامها بالليل وصراخها بطريقة هستيرية: يجب أن تكشفي عليها طبياً أولاً للتأكد من عدم وجود مرض عضوي كالاضطرابات المعوية، وارتفاع درجة الحرارة المفاجئ، وصعوبة التنفس، وإلا فهذه الأمور تكون مجرد أحلام وتخيلات وصور تؤثر عل الطفلة أثناء نومها، واعلمي أختي أن حاجة الطفل إلى النوم كحاجته إلى التغذية، فحاولي أن تكشفي على ابنتك عند أخصائي أطفال، فإذا لم يكن هناك مرض عضوي فاطمئني، والمسألة تحتاج إلى عناية منك، وذلك بعدم تخويفها أثناء اليقظة، وإذا جاء وقت نومها فاتركيها تنام ولا تؤخريها، ولا تكثري لها من الطعام قبل النوم، فإنه قد يسبب لها ارتباك في الجهاز الهضمي، وبتفادي هذه الأعراض يمكن أن تتلاشى التخيلات والكوابيس تدريجياً، ثم تزول بإذن الله تعالى، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً