الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتنمى العودة لبلادي لرؤية أهلي ولكنني لا أستطيع لسوء الأوضاع، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا في الغربة منذ سنة، بعدت عن أهلي رغما عن إرادتي بسبب الأوضاع في بلدي، وبعد سنة توفت والدتي وبقي والدي وأخي الصغير عمره لا يتجاوز ثمان سنوات.

والدي كبير في العمر، أريد أن أعود لكنني أخاف العودة والأوضاع في بلدي سيئة، ولا أستطيع أن أحضر أهلي عندي بسبب كورونا، وضميري يؤنبني كثيراً.

لقد رحلت والدتي عن الدنيا ولم أرها، ووالدي وأخي بعيدين عني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jmalo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الابن الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم والدتك وأموات المسلمين، ونحيي هذه المشاعر النبيلة تجاه الوالدة رحمها الله، وتجاه الوالد وتجاه الشقيق الصغير، نسأل الله أن يجمعك بهم على خير وفي خير، وأن يملأ بلاد الإسلام والمسلمين بالأمن والأمان والطمأنينة، وأن يُريَنا في كلِّ ظالمٍ يومًا أسودًا كيوم فرعون وهامان وقارون.

أرجو أن تعلم أن الله تبارك وتعالى لا يُكلِّف نفسًا إلَّا وُسعها، فاجتهد -وأنت في البُعد- في أن تُوفِّر لهم ما يحتاجوا إليه من مال، وما يحتاجوا إليه من معونات، واجتهد في التواصل الفعّال معهم عبر وسائل التواصل، واحرص دائمًا على أن تكون معهم، تأخذ أخبارهم وتُطمئنهم على نفسك، واجتهد أيضًا في أن تكون معهم أو يكونوا معك، واعلم أن الظروف التي تحصل على أرض الله بسبب هذه الجائحة (كورونا) من الأمور التي فوق طاقة البشر، وليت البشر يتعظوا ويعتبروا ويرجعوا إلى مَن لا يكشف البلوى سِواه سبحانه وتعالى.

هي مشاعر نبيلة تُؤجر عليها، وصِدقك في هذه النيّات، في الوفاء للوالدة والبرّ لها -رحمة الله عليها- في الشفقة على الوالد والحرص على الأخ الصغير، هذا كلُّه ممَّا ستُؤجر عليه من الله، فاحرص على تحويل النيَّات الطيبة إلى أعمال طيبة، دعهم لا يحتاجوا -بإذن الله- إلى شيء، تُرسل لهم، وتتواصل مع أقربائك ممَّن يستطيعوا خدمتهم، بل ويمكن أن تُكرم أم تؤجّر مَن يقوم عليهم، لأنك بذلك تستطيع، لأن الإنسان يُحاسبه الله في قُدرته وفيما يستطيع، وبلا شك الوالد والأخ الصغير أيضًا سيكونون حريصين جدًّا على سلامتك، فلا تُعرِّض نفسك للتهلكة.

واجتهد في فعل ما تستطيعه، ما يُرضي الله -تبارك وتعالى-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع الغُمَّة عن الأُمّة، والبلية عن البشرية، وأن يُرينا في الظالمين عجائب قدرته، وشكر الله لك المشاعر النبيلة، وشكرًا على السؤال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً