الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين الدوجماتيل والزولفت

السؤال

السلام عليكم.
أنا من فترة تعالجت للقلق وزرت أطباء كثر، أجمعوا على القلق الاكتئابي، أحدهم قال: اكتئاب عصبي، وغيره من التسميات والتشخيصات؛ ولذا شربت أدوية، والحمد لله تحسنت الأمور كثيراً، ولكن هناك مشكلة طرأت وهي القولون العصبي، ولكن الحمد لله الآن أفضل وأحسن؛ ولذا أريد أن أسأل:

هل شرب الديازيبام يتعارض مع الزولفت (إذا اضطررت لشربه)؟ من فترة رأيت في منامي أن أحداً قال لي أشرب دواء اسمه دوجماتيل أو دجماتيل لعلاج القولون العصبي، وأيضاً الاكتئاب، ولكن القولون أكثر، أنا لم أشرب هذا لدواء ولم يصفه لي أي طبيب، ولكن ربما قرأت اسمه يوماً ما، ولكن استغربت من حلمي؛ لذا ما هو الدجماتيل؟ وما عمله؟ وما هي الأدوية التي تشاركه نفس التركيبة؟ وهل يسبب الإدمان؟ وأيهما أفضل هو أم الزولفت؟ وهل جرعته لوحده أو مع الزولفت؟
وشكراً لكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/صالح حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: أبدأ بالقول أن المسميات التشخيصية المتعددة التي ذكرت لك كلها تقريباً تتمحور حول مفهومٍ واحد وهو الاكتئاب النفسي، وأرجو أن لا تنزعج لذلك كثيراً، وصلة القولون العصبي بالاكتئاب النفسي والقلق معروفة ومؤكدة تماماً من الناحية الطبية، فكثير من الأشخاص الذين يُعانون في الأصل من القلق النفسي تظهر عليهم أعراض القولون العصبي، وهي تعبيرٌ عن المكون الجسدي للقلق.

أما بالنسبة لتناول (الديازيبام) مع الزولفت فلا يوجد أي تعارض بين هذين الدوائين، وهو يعتبر من التمازجات الدوائية السليمة، ولكن الذي ننصح به هو أن لا يستعمل الديازيبام لفترة طويلة؛ حيث أنه ربما يؤدي إلى نوعٍ من التعود.

أما بالنسبة للدوجماتيل، وأنك قد رأيت في النوم أن أحداً قد نصحك بتناوله، فهذا نوع من الخواطر التي ربما تحدث للإنسان، خاصةً أنك تتناول بعض الأدوية النفسية.

الدوجماتيل يُعرف علمياً باسم (Sulipride) وهو من الأدوية الجيدة والفعالة لعلاج القلق النفسي والتوترات خاصةً المصحوبة بالأعراض الجسدية.

الجرعة التي يوصى بها في علاج القلق والتوترات هي جرعة صغيرة لا تتعدى 200 مليجرام في اليوم، وهذا الدواء أيضاً يستعمل بجرعاتٍ كبيرة 600 مليجرام وأكثر لعلاج بعض الأمراض العقلية كالفصام مثلاً، وهو يعمل من خلال تنشيط مادة كيميائية في الدماغ تُعرف باسم دوبامين، وهو قريب من ناحية الفعالية للأدوية من نوع استلزين، لارجكتيل، حيث أنها تشاركه نفس التركيبة لدرجةٍ كبيرة، ولكن لا نقول لدرجة التطابق الكامل.

الدوجماتيل لا يسبب الإدمان مطلقاً، وبالتأكيد هو من الأدوية الممتازة لعلاج القولون العصبي، ولكنه لا يُعالج الاكتئاب النفسي لوحده.

إذا قارنّا بين الزولفت والدوجماتيل فلكلٍ سماته ومميزاته ومحاسنه وطرق استعماله، فالزلفت علاج ممتاز لعلاج الاكتئاب النفسي والوساوس القهرية والمخاوف، ولكنه لا يفيد كثيراً في علاج القلق والقولون العصبي.
أما الدوجماتيل فهو علاجٌ فعال للقلق النفسي والتوتر، خاصةً إذا كان هذا التوتر مصحوباً بأعراضٍ جسدية كالانشداد العصبي والعضلي.

جرعة الدوجماتيل هي 50 مليجرام ثلاث مرات في اليوم في حالات القلق والتوتر، أما الجرعات الكبرى فهي تستعمل في علاج الأمراض العقلية.

يُعاب على الدوجماتيل أنه ربما يرفع هرمون الحليب لدى النساء، مما يؤدي إلى اضطراباتٍ كثيرة في الدورة الشهرية.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً