الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الجن والشياطين، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 11 سنة، أخاف من الجن والشياطين، وأشعر بوجع في قلبي عندما أرى أو أسمع أشياء عنهم، ولا يمكنني النوم كثيرًا، ولا أنام إلا والمكان مضيء، فماذا أفعل؟ أرجو مساعدتكم.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونحن سعداء بتواصل ابننا في هذا العمر، ونسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد.

أرجو أن تعلم – ابني الفاضل – أن الإنسان إذا ذكر الله تبارك وتعالى وتوجّه إلى الله تبارك وتعالى وحافظ على أذكار النوم وأذكار الاستيقاظ من النوم وأذكار المساء وأذكار الصباح، فإنه لا سبيل للشياطين ولا الجنِّ إليه، وكيد الشيطان ضعيف، والمؤمن الذي يتوكّل على الله ويستعين به لا يمكن للشياطين أن تمسّه بسوء، لأن كيد الشيطان ضعيف.

وأرجو أن تنتبه لما يلي:

أولاً: عليك بكثرة الدعاء.
ثانيًا: عليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، والاستيقاظ من النوم.
ثالثًا: عليك أن تجعل لنفسك وردا من القرآن، كأن تقرأ آية الكرسي، والمعوذات، وقل هو الله أحد، ثم تقرأ ما تيسّر من كتاب الله تبارك وتعالى.

أرجو أيضًا أن تبتعد عن مشاهدة الأشياء المخيفة، ولا تُصدّق عمَّا يُقال عن الجن والشياطين، فإن هذا الجن وهذا الشيطان كما قال الله: {إن كيد الشيطان كان ضعيفًا}، وإذا قال الإنسان (بسم الله) وإذا قال الإنسان (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فإن الشياطين لا تستطيع أن تفعل له شيئًا، بل إذا ردَّد الإنسان كلمات الأذان فإن الشيطان يهرب ويهرب بشدة وله ضُراط، يُحدث أصواتًا حتى لا يسمع التأذين.

ونتمنّى أن تُحافظ – كما قلنا – على هذه الإرشادات، خاصة الأذكار في الصباح وفي المساء، وأيضًا حاول أن تنتقي الأشياء التي تُشاهدها، فلا تُشاهد الأشياء المخيفة، لأن الإنسان إذا شاهد الأشياء المخيفة في هذه السن تأتيه عند النوم وتُزعجه في الليل، وتُصبح أشبه بالكابوس (الجاثوم) الذي يجثم على صدر الإنسان، ويُخيّل إليه أنه يموت وأنه كذا ... كلُّ ذلك لا قيمة له ولا وزن له، واعلم أن هذا الكون مِلْكٌ لله – يا ابني – ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله.

أرجو أن تفعل ما يلي:
1. احرص على أداء الصلاة في وقتها، فخير الأعمال الصلاة على وقتها.
2. احرص على الدعاء، فإنه هو العبادة.
3. احرص على ذكر الله على الدوام، فإن ذكر الله فيه الفلاح {واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}.
4. احرص على أن يكون لك ورد من القرآن تتلوه يوميًا، فهو أعظم الذكر، ولذكر الله أكبر.
5. احرص على أن تكون قريبًا من والديك، وزد في بِرِّك لهما، واطلب منهما الدعاء، فإن دعاءهم يُستجاب.
6. لا تستجب لهذه الوساوس، واطردها من أوّلها، وانصرف عنها إلى ما ينفعك في دينك أو دنياك.
7. ليكن عندك يقين بأنه لن يحدث في هذا الكون إلَّا ما أراده الله تبارك وتعالى.
8. كن متوكلا على الله، فإن من توكل على الله فهو حسبه.
9. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.
10. تواصل مع موقعك حتى نستطيع أن نُساعدك، وذلك بعد أن تُنفذ هذه التوجيهات التي أشرنا إليها.

نسأل الله لنا ولك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً