الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع رجل لا يريد القيام بأي خطوة للزواج؟

السؤال

السلام عليكم.

لقد ضاقت بي، ولم أستطع إيجاد حل لمشكلتي.

أنا أعرف شخصًا منذ أن كنا طلبة في الجامعة، في إطار علاقة محترمة، كان دائماً يعرب لي عن رغبته الصادقة في الزواج بعد أن نشتغل ونستقر ماديًا.

الحمد لله اشتغلنا، وبعد ذلك قال لي أنه يريد الذهاب إلى الخارج والعمل الاستقرار هناك، وطلب مني أن أبدأ في البحث عن عمل هناك.

فكرت جيدًا، وبعد بحث طويل وجدت أنها فرصة جيدة لعملي أيضاً، ووافقت، وأنا الآن أبحث باستمرار.

المشكلة الآن هو أن هذا الشخص لا يريد التقدم لخطبتي، أو حتى التحدث مع والدي عبر الهاتف للتعبير عن نيته في الزواج، ودائمًا يتهرب من الموضوع بدعوى أنه لا يمكن القدوم لبلدي الآن بسبب الوضعية الوبائية، وأنه يجب أن أجد عملًا أولاً، وفي نفس الوقت يستمر في التحدث معي ويعرب عن نيته شفوياً فقط.

لم أتقبل هذا الجواب، وأشعر بحزن شديد، ولا أعلم ماذا أفعل؟

أحس وكأنه خائف من التقدم، هل أتركه؟

مع العلم أنني أطرح السؤال عليه كل يوم، ويحدث خلاف كبير بيننا بسبب هذا الموضوع.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zahra69 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي هذا الرجل لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يجمع بينكم في الحلال.

لا شك أن هذا الأمر -التأخُّر في التقدُّم والمجيء البيوت من أبوابها- من الأمور المزعجة، وأرجو أن يعمل هذا الشاب خُطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، فإنه ليس من مصلحة الفتاة أن تنتظر طويلاً، لأن هذا الانتظار يُفوّت عليها فرصا أخرى، فعليه أن يُحوّل هذه النيَّات والكلام الجميل والكلام الشفهي إلى واقع عملي ولو بالاتصال، ولو بإرسال والدته وأهله ليتعرَّفوا، ويُشيروا إلى النيّة في الارتباط، وهذه نقطة مهمّة نحن دائمًا ننصح بها بناتنا إذا تقدّم إليها شاب أو شعرت أنه يميل إليها، فأوّلُ ما تدعوه إليها هو أن يطرق باب أهلها، وأن يتواصل مع محارمها، وهذا هو أوَّلُ وأهمُّ اختبار لجدّية أي شابٍّ متقدِّمٌ لفتاة.

وعليه أرجو أن تُطالبيه بأن يتخذ خطوة عملية، وإذا لم يحصل هذا فأرجو أن تتوقف العلاقة فورًا حتى يحصل لها غطاء شرعي، وفي هذه الأثناء إذا طرق بابك صالحٌ يخاف الله ويتقيه فلا التزام أمامك تجاه هذا الشاب، ويمكنك أن تمضي في حياتك، لأن التأخير ليس في مصلحة الفتاة.

إذًا عليه الآن أن يتقدّم بخطوة عملية، وإذا رفض هذه الخطوة فيجب التوقف فورًا، لأن هذا التواصل الذي بينكم حتى ولو كان محترمًا ليس له غطاء شرعي، وهذا المحترم لن يستمر محترمًا، لأن الشيطان هو الثالث، لذلك أوّل الخطوات بعد إعلانه النيّة والرغبة هو أن يتقدّم، ولو بالكلام، ولو بأن يُرسل والده، يُرسل خاله، يُرسل والدته، حتى تكون أسرتك على علمٍ بأن هناك مَن ينوي الخطبة والارتباط، وبعد ذلك تنتقلوا للخطوة التي بعدها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً