الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مررت بتجربة قاسية بعد تعاطي الكوكايين، فكيف أتخلص من هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم.

تعاطيت الكوكايين لأول مرة في حياتي قبل ٣ أسابيع (كمية ١ غرام مع الكحول)، والآن لا زلت أعاني من إحساس غريب في الرأس، تارة يأتي وتارة يذهب يشبه الضغط والدوار، مع خوف وقلق أن يستمر معي هذا الإحساس حياتي كلها.

عملت CT وطلع النتيجة سليم، كما عانيت في الأسبوع الأول من نوبات هلع، الآن أصبحت أتحكم فيها بشيء ما لكن لا زال الخوف يراودني خصوصا بعد الاستيقاظ من النوم، مع العلم أنني لست مدمنا على أي شيء، كان الاستهلاك فقط من باب التجربة، ولكني لم أكن أعرف العواقب، أرجو مساعدتكم حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Issam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لا شك أنها تجربة قاسية مرّت بك، وذات ضررٍ بليغ ولا شك في ذلك، الكوكايين يُؤدي إلى إفراز كبير جدًّا في بعض الموصِّلات العصبية، خاصة مادة الدوبامين على مستوى الدماغ، وأنت تناولت هذه الكمية – أي واحد جرام – مع الكحول، وهذا قطعًا أدَّى إلى تفاعل كيميائي دماغي كبير.

أخي: يجب أن تحمد الله كثيرًا أنك قد خرجت من هذه التجربة سالمًا، وعليك – يا أخي – بأن تحمد الله، وأن تستغفر، وأن تُطبق بالفعل شروط التوبة، الندم يجب أن يكون الوازع الرئيسي الذي يمنعك من عدم التكرار، والندم توبة. الحمد لله الأمر انتهى – نستطيع أن نقول – على خير، وهذه التجربة هي درس.

وحقيقة: ما حدث لك من تفاعل سلبي أراه أمرًا إيجابيًّا جدًّا، على الأقل الآن أصبحت مُدركًا للضرر الذي يمكن أن تُوقعه هذه المخدرات على بعض الناس. نفسك – يا أخي – نفس نقية ونفس طاهرة ونفس جميلة، فابتعد عن هذه الشوائب القبيحة.

أنا أعتقد أن مستوى الدوبامين والموصِّلات العصبية الأخرى سوف يرجع لوضعه الطبيعي ما دمت قد توقفت عن التعاطي، والفحوصات طبعًا سليمة، لأن الضرر الذي يحدث ليس على المستوى التشريحي للدماغ، إنما على المستوى الكيميائي، وسوف يرجع الوضع الطبيعي – كما ذكرتُ لك - .

مارس الرياضة، رياضة المشي على وجه الخصوص، وتجنّب السهر، وتناول عقار (دوجماتيل/سولبرايد) مفيد جدًّا في مثل هذه الحالات، لأنه سوف يضع الدومامين والسيروتونين والمواد الأخرى في مساراتها الصحيحة.

الجرعة المطلوبة هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً