الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مكتئب أم لدي قلق أم ماذا بي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكركم على النفع الكبير الذي تقدمونه للناس.

ثانياً: سأسرد لكم قصتي سريعاً وباختصار، فأنا عبد الرحمن وبعمر 21 وزني 56 وطولي 167.
في البداية كان نومي غير منتظم، يعني أنام بعد الفجر أحياناً كثيرة، وأخرى بالليل، لكنه لم يكن يمثل مشكلة بالنسبة لي.

بدأت مشكلتي عندما رجعت في أحد أيام من الصالة الرياضية، ووجدت مشاكل أسرية في البيت، فانفعلت جداً، وأنا بطبعي هادئ، وغير عصبي أبداً، ولكن بعد انفعالي هذا شعرت بشيء من الهبوط والدوخة، وكأني سأفقد الوعي، وبقيت هكذا مدة 4 ساعات تقريباً، ولم أستطع الأكل رغم جوعي في هذا اليوم.

بعد ذلك لم أذهب للجيم لمدة أسبوع بسبب العيد، وفي أول يوم بعد العيد لما عدت من الجيم جاءتني نفس الحالة، فتجاهلتها، لكنها تكررت في اليوم التالي، وعندها قررت ألا أذهب للجيم مرة أخرى ثم بعد أسبوعين جاءتني بقوة مع صعوبة في التنفس، وعدم قبول الأكل تماماً، وكأني سأفقد الوعي استمرت لمدة يومين أجريت فيهما رسم قلب، وتحليل دم وكشفت إلا أن الأطباء قالوا: لا شيء!

كتب لي الدكتور الأخير بوسبار نصف حبة 5مل وحقن نيرو فيت وحبوب للقولون، ثم عشت مدة مع صعوبة التنفس، أصابني وقتها وسواس لعين مع اضطراب في النوم لكنها غير ملحوظة حتى تغلب عليها لمدة أربعة أشهر تقريباً.

في الأسبوع قبل الامتحانات قررت أن أضبط نومي، فنمت بعد الفجر للظهر، ساعات قليلة، حتى إني أنام بالليل، ولكن لما جاء الليل لم أنم وهنا بداءت معاناتي مع الأرق الذي استمر إلى الآن يعني شهر أو أكثر وقلة النوم أصابتني بالوسوسة، وصرت أفكر كيف أنام، وكيف هو النوم، وعيني لا تغفو، وانهارت أعصابي حتى كدت لا أذهب للامتحان.

كشفت مخ وأعصاب أعطاني الطبيب بسرا برو نصف حبة وكويتابكس(كويتابين)حبة 25مل انتظمت على سبرا برو لمدة 14 يوماً، وكنت أنام لكن النوم كان متقطعاً.

أما كويتابيكس فأخذت منه أربع حبات متفرقة أثناء أيام الامتحانات، ثم تركته لأنه كان يسبب لي خمولاً شديداً، وصرت أجاهد نفسي للنوم من بعد الامتحانات.

ذهب للريف وكان النوم أفضل شيئاً يسيراً، لكنني الآن تخطيت 24 ساعة بلا نوم، ولا يوجد
إضافة إلى التفكير المستمر، والوساوس التي أجاهدها قدر المستطاع.

ما نصيحتكم؟ هل أنا مكتئب أم قلق أم ماذا بي؟ وماذا أفعل لأنام ولا أخشى النوم، هل أخذ كويتابيكس أم أنكم تفضلون دواء آخر؟

صار عندي وسوسة قراءة كل استشارات النوم على الموقع، علماً بأنني أسعى في تطبيق صحة النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

كل الذي بك هو نوع من القلق النفسي البسيط، وربما تكون أيضًا أصبت بنوبة فزع أو هرع بسيطة هي التي جعلتك تحس بالصعوبة في التنفس.

صعوبات النوم - خاصة حين يجد الإنسان صعوبة في بداية النوم والدخول في النوم - دليل على وجود قلق نفسي، والقلق النفسي كثيرًا ما تتولّد عنه مخاوف ووساوس.

حالتك -إن شاء الله- حالة بسيطة، الحمد لله أنت صغير في السنِّ، في بدايات سن الشباب، الله تعالى حباك بطاقاتٍ إيجابية كثيرة، يجب أن تستفيد منها. أولاً: أرجو ألَّا تعتبر نفسك مريضًا.

الأمر الآخر: لا بد أن تكون لديك قوة الإرادة، التي تُدير من خلالها وقتك بصورة مفيدة، وأهم شيء هو أن تثبت مواعيد النوم ليلاً، هذه مهمّة جدًّا، وأن تتجنب النوم النهاري، وألَّا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وأن تحرص على أذكار النوم، وأن تُطبق تمارين التنفس المتدرجة، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، هذه تُسمى بتمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدًّا، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب، أرجو أن تستفيد من أحد هذه البرامج.

ممارسة الرياضة أيضًا مهمة، خاصة الرياضة النهارية، تزيل القلق والتوتر، وتجعل الإنسان يحس بشيء من الاسترخاء النفسي والجسدي، وقطعًا سيتحسّن النوم.

إذًا ملخص حالتك أنها نوع من القلق النفسي البسيط، الذي تخللته نوبات فزع بسيطة أيضًا، وشرحتُ لك كيفية تحسين النوم بصورة طبيعية، وهذه مهمة جدًّا.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي فأنا أعتقد أن تناولك لأحد مضادات القلق سوف يفيدك كثيرًا، وندعمه أيضًا بأحد مُحسّنات النوم غير الإدمانية، الدواء الذي سوف يُساعدك في علاج القلق يُسمَّى (سولبيريد Sulpiride) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (دوجماتيل Dogmatil)، أريدك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

الدواء الثاني الذي سوف يُساعد في تحسين النوم، وهو العقار الذي يُعرف باسم (ميرتازابين Mirtazapine) والذي يُسمى تجاريًا (ريميرون Remeron)، الحبة تحتوي على ثلاثين مليجرامًا، أريدك أن تتناول ربع إلى نصف حبة - أي تتناول 7,5 مليجرام - ساعة قبل النوم، وإن لم يتحسن نومك في اليوم التالي تناول 15 مليجراما - أي نصف حبة - والمريتازابين تستمر عليه لمدة شهرين أيضًا، ثم تجعل الجرعة ربع حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا هو ملخص الحالة، وإن شاء الله تعالى أحوالك تتحسّن، ولا داعي لاستعمال الـ (كويتابكس Quitapex) والذي يُعرف باسم (كويتيابين Quetiapine).

اجعل لحياتك معنى، هذا مهم أيضًا، والحياة التي لها معنى تكمن في التزام الإنسان بواجباته الدينية، وفي حُسن إدارته لوقته، وفي ترفيه نفسه بما هو طيب وجميل، وفي بِرِّه لوالديه، وفي وضع برنامج لحياته فيما يتعلق بدراسته أو حياته العملية، وكذلك الزواج إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً