الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس الشيطان تصدني عن الطاعات، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شخص كنت أعبد الله بشكل شبه جيد، وأحاول أحافظ على الصلوات، وأقرأ أدعية كثيرة، لكن في الفترة الأخيرة شعرت عندما أعبد الله أكثر تحدث لي أشياء سيئة في حياتي، وعندما أعصي الله تصبح أموري ميسرة، أعلم أن هذا الشيطان يوسوس لي، لكن هذا الأمر دفعني أن أبتعد عن الله، حيث أصبحت أخاف أن أصلي خشية من أن يحدث لي شيء سيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الابن الفاضل، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال.

لا يخفى على أمثالك أن الشيطان هو عدوّنا، أنه يكره طاعتنا لله، ولا يريد أن نسجد أو نركع أو نفعل خيرًا من الأمور التي تُرضي الله، والله تبارك وتعالى أمرنا بعداوته عندما قال سبحانه في كتابه: {إن الشيطان لكم عدوٌ} ثم أمر فقال: {فاتخذوه عدوًّا}، وعداوة الشيطان تتحقق بطاعة الرحمن، بمخالفة هذا الشيطان، بفعل الأمور التي لا يُريدها، أن نعمل عكس ما يريده هذا العدو الذي لا يريد لنا الخير، لأن رسالته ودوره أن يُكثّر أصحابه من أهل الجحيم عياذًا بالله تبارك وتعالى.

ثانيًا: ينبغي أن تُدرك أن ما قدّره الله تبارك وتعالى على الإنسان هو الذي يُصيبه، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، كما هو حديث النبي عليه صلاة الله وسلامه، الذي ما كان يتكلّم من عند نفسه، ولكنّ الأمر كما قال الله: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلَّا وحيٌ يُوحى}.

ثالثًا: نحذّرُك من التشبّه بالذين قال الله فيهم: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمئنّ به وإن أصابته فتنة انقلب على وجه خسر الدنيا والآخرة} عياذًا بالله. فلذلك ينبغي أن تستمر في الطاعات، وتصبر على البلاء، وعلى ما يُقدّره الله تبارك وتعالى، والخير مربوط بالطاعات، والتوفيق في نهاية الأمور ومآلاتها لمن أطاع الله تبارك وتعالى، لأن العاقبة للمتقين، ولأن الله بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير.

والأمور التي تُصيب الإنسان، أحيانًا يأتي الشر في صورة الخير، والإنسان ينبغي أن يرضى بقضاء الله وقدره، وهذا جزء من الإيمان، وركن من أركان الإيمان، ولذلك كان عمر بن عبد العزيز يقول: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار)، وقال أمير المؤمنين عمر: (لو كُشف الحجاب ما تمنَّى الناس إلَّا ما قُدّر لهم).

فاطرد هذه الوساوس وهذه الأوهام، واستمر في طاعة رب الأرض والسماوات، ولا تجعل هذه الأفكار السالبة الوهمية سببًا لبُعدك عن الله، فإن البُعد عن الله هو مصيبة المصائب، والإنسان لا يملك أغلى من دينه، الدنيا أمرها هيّنٌ تذهبُ وتجيء، لكنّ الدّين هو أغلى ما يملكه الإنسان، فلا تترك دينك متوهمًا أن الخير سيأتيك، متى كان الخير في معصية الله؟ ومتى كان الخير في البُعد عن الله؟

فتدارك نفسك، وتعوّذ بالله من شيطانٍ لا يريد لك الخير، واجتهد في معاندة الشيطان وشياطين الإنس والنفس الأمّارة بالسوء، وامضي كما أمرك الله تبارك وتعالى، عاملاً في المهمة التي خلقك الله لأجلها.

وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (55265 - 24251 - 15161 - 226203).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً