الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن العلاقة بيني وبين زوجتي شارفت على الانفصال، فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة كبيرة، أنا متزوج منذ 8 أشهر، وزوجتي منتقبة وهي إحدى قريباتي، اكتشفت بعد عقد القران أنها غير ملتزمة بالصلوات، وأنا حقيقة أجاهد نفسي، وأحاول الالتزام أيضا، فقلت لعلنا نساعد بعضنا البعض على الالتزام، ولكني لا أعرف سبب ارتدائها النقاب بعد هذا.

بعد الزواج فوجئت بأنها تكذب في أشياء كثيرة، بل وتتقول على أمي لقطع العلاقة بيني وبينها، وعرفت ذلك من محادثتها لوالدتها واجهتها فأنكرت، وحلفت بالله كذب، فقلت لها: بأني قد قرأت رسائلها لوالدتها، وأنها كاذبة، فانصدمت، حاولت أن أعالج الأمر، وفهمتها مخاطر الكذب، واتفقنا أن لا تعود له أبدا، بجانب أنها كسولة تسهر طوال الليل، وتنام النهار، وتقصر في حق البيت، وعاودت الكذب أكثر من مرة، أخبرتها بأن نؤجل السعي وراء إنجاب الأطفال لحين أن تستقر الحياة، ونلتزم ونتوجه إلى دروس العلم لنصبح بيئة حسنة، وبعد ذلك نسعى للإنجاب.

علمت بعد ذلك بأنها تنقل كل شيء لوالدتها حتى ما يحدث في الفراش بهدف تأجيل الإنجاب، حدثت مشاكل كثيرة، وقلت لها بأن ننفصل، ولا تريد أن تتركني، ومؤخرا وجدتها تمارس العادة السرية، وتقرأ قصص على مواقع جنسية، علما بأنني رجل مثقف، وأعرف ما يتوجب علي فعله في العلاقة بالكامل؛ حتى لا أكون مقصرا معها إرضاء لله، أخذت القرار بأن أطلقها لكثرة عيوبها، وأرى أننا غير مناسبين تماما، والدتي ووالدتها يريدان أن أعطيها فرصة أخرى، وأنا أرى أن كل هذا لا إصلاح فيه بعد محاولاتي العديدة، وأرى داخل نفسي بأني أقصر في حق الدين والمجتمع إن أنجبت منها وكونت أسرة، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في الموقع، ونحن سعداء بحسن عرضك للسؤال وبحرصك على التواصل مع موقعك قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ويُهيأ لكم السعادة والاستقرار.

لا شك أن العيوب المذكورة عيوب غير مقبولة، ولكن أيضًا لا نُؤيد الاستعجال في فكرة الطلاق، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يُعطينا معيارًا مهمًّا لكل زوج ولكل زوجة: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضيَ منها آخر)، وأرجو أن تبدأ بمحاولات الإصلاح، طبعًا أهم هذه العيوب وأخطرها هو التقصير في الصلاة، فعليها أن تلتزم بصلاتها، وسعدنا جدًّا أنك تحاول ربطها بالعلم الشرعي، فالفقيه والفقيهة أشد على الشيطان من ألف عابد.

أمَّا ما يحصل من تواصل مع والدتها فهذا يحصلُ غالبًا، لأن أسرار البنات مع الأمّهات، ليس معنى هذا أننا نؤيد، لكن نريد ألَّا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، واعلم أن كلامك لها بأنك تُؤخّر الإنجاب وأنك لا تريد وأنك تُفكّر، كلُّ هذا من شأنه أن يُفقدها أمنها وطمأنينتها، وهذا ينعكس على أداء أي امرأة إذا علمت أنها على الهامش، وأن زوجها لا يريد أن يُنجب منها، ويريد أن يُطلقها، وأنه اقتنع أنها لا تصلح ... هذه كلها أمور لها انعكاسات سالبة على الحياة الزوجية وعلى تصرفاتها.

فأرجو أن تُقدّر كل هذا، وأيضًا طالما تدخلت والدتك ووالدتها أنا أقترح أيضًا أن تأخذ فرصة، وعليها أن تبدأ في التغيير، وأعتقد شهر الصيام فرصة كبيرة لنا جميعًا من أجل أن نتغيّر فيما يُرضي الله تبارك وتعالى، وإذا لم نتغيّر في شهر الصيام - شهر المراقبة لله تبارك وتعالى، شهر التراويح والركوع والسجود - فمتى سيكون التغيير؟!

لذلك نحن نرى أن الطلاق قرار كبير، وما ينبغي أن تستعجل، ونرى أيضًا أن تُعطى فرصة، وإذا تحسّنت وثبتت على هذا التحسُّن وبها ونعمت، وإلَّا فعلى نفسها جنت براقش - كما يُقال - يعني: هي التي تجني على نفسها إذا قصّرت في الالتزام بالضوابط والقواعد التي تضعها، ابتداءً من الحرص على الصلاة، ورعاية بيتها، والاهتمام بأحوالها وصيانة أسرار البيت، إلى غير ذلك من النقاط التي ينبغي أن تكون واضحة في نقاشك معها، ونسعد جدًّا بالتواصل مع الموقع لعرض التحسُّن الذي يمكن أن يحدث، حتى يكون التقييم صحيحًا، لأننا أيضًا قد سمعنا سلبيات نريدُ أن نعرف ما فيها وما عندها من الإيجابيات، ونسأل الله أن يوفقكم جميعًا، وأن يرفعنا جميعًا عنده درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً