الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بألم في الرأس وصداع مستمر، وأنزعج من أي صوت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخوتي المتعاونون وفقكم الله لكل خير. بدءاً اسمحوا لي أن أشرح لكم حالتي وبعض معاناتي على أمل أن أحصل العلاج المناسب بعونكم -إن شاء الله-.

أعاني من الآم في الرأس مختلفة نوعاً وموقعاً، تصيبني من حين لآخر، وبدأت الأعراض تقريباً قبل سنة ونصف إلى سنتين، وعادة كنت أتناول حبوب لتخفيف شيء من الألم، وبصراحة أنا متخوف بعض الشيء وهذه هي طبيعتي في العادة، لذلك لم أذهب لطبيب بهذا الخصوص في تلك الفترة، وثم تطورت لدي الحالة، ازدادت حدة الألم بعض الشيء وإلى أن تزامنت مع بعض الأعراض الأخرى منها، رؤيتي إلى الضوء المشوشة، والوميض، وألم العينين.

وكذلك أصبحت في الفترة الأخيرة أنزعج جداً من أصوات معينة، مثل المضغ، والخرخشة، وخصوصاً الأصوات المرتفعة، وأحياناً أصاب بشلل النوم أو ما يسمى بالجاثوم عند الاستيقاظ، ولا أعلم هل ما ذكرته له ترابط ومتأثر ببعضه أم كل من له أسبابه المختلفة! علماً أنني لم أذهب لطبيب في هذا الخصوص إلى اليوم لسبب ما قد قيل لي من بعض الأصدقاء والأقارب لربما تكون المسألة نفسية، وهذا السبب الذي جعلني في حيرة من أمري في عدم ذهابي إلى الطبيب، وأنا أيضاً أعتقد أن مشكلتي نفسية؛ لأنني أعاني من اكتئاب، وخوف، ووسواس قهري مستمر منذ وفاة والدي قبل أكثر من سنة، وأصبحت أيضا كثير التدخين بعدها، ولا أختلط كثيراً بالناس، ولا أعمل منذ فترة طويلة، ولدي فراغ كبير في حياتي، لذلك أطلب الاستفادة من حضراتكم، والتشخيص المناسب، وعذراً للإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طبعاً يا أخي توجد عشرات الأسباب للصداع، فالصداع قد يكون صداعا عصبيا قلقيا توتريا، قد يكون نوعاً من الشقيقة أي الصداع النصفي، قد يكون ناتجا مثلاً من مشاكل في الأسنان أو الجيوب الأنفية، أو حتى النظر في بعض الأحيان مجرد النوم على أكثر من مخدة ربما يؤدي إلى الصداع؛ لأن هذا يؤدي إلى انشداد عضلي في عضلات الرقبة وفروة الرأس، التدخين في حد ذاته أيضاً قد يؤدي إلى الصداع لدى بعض الناس لأن النوكاتين حين ينسحب بسرعة تحدث آثار انقطاعية وهذا في حد ذاته قد تؤدي إلى الصداع، أسباب كثيرة وكثيرة جداً.

وطبعاً هنالك أيضاً أسباب داخلية في المخ، الالتهابات الأورام داخل المخ هذه كلها قد تؤدي إلى الصداع، لكن بفضل الله تعالى لا يوجد مؤشرا يدل على أنه يوجد سبب داخلي في المخ، لأن هذا الصداع قد استمر لمدة طويلة وهي سنتين ونصف، وعادة الصداع الناتج من الأشياء السيئة والخبيثة لا يستمر كل هذه المدة، أنا أرى أن الصداع الذي تعاني منه هو بالفعل ناتج من القلق والتوتر، وربما يكون لديك أيضاً شيئا من الشقيقة، لأنك ذكرت أن الأمر أيضاً يتزامن مع شيء من تشويش الرؤيا والوميض وألم في العينين، فهو غالباً من النوع المختلط البسيط.

أخي لا تنزعج فيما يتعلق بالذهاب إلى الطبيب، اذهب إلى طبيب أعصاب مختص في الصداع وسوف يقوم بإجراء بعض الفحوصات الأساسية البسيطة، وهذا في حد ذاته سوف يطمئنك كثيراً هذه هي النقطة الأولى، النقطة الثانية أيضاً يجب أن تراعي الأطعمة التي تأكلها بعض الأطعمة الأجبان مثلاً قد تثير الصداع لدى الناس، كما أن الحلويات الشيكولاته على وجه الخصوص أيضاً قد تسبب صداعا، مجرد شرب القهوة أحياناً يسبب صداعا، فيجب أن تكون حريصاً على الترتيب الغذائي، لا بد أخي الكريم أن تتوقف عن التدخين، لا بد أن تمارس تمارين رياضية أي تمارين رياضية سوف تفيدك، كما أن تمارين الاسترخاء أيضاً مفيدة جداً، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، كل هذه مفيدة يا أخي الكريم.

ما وصفته بالاكتئاب أعتقد أنه عرض وليس مرض، لا أراك تعاني من اكتئاب حقيقي، أما الخوف والوسوسة فهي من الطاقات النفسية المطلوبة؛ لأن الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، الذي لا يوسوس لا ينضبط يجب أن لا تكون مرضية، إذا شعر الإنسان أنها زائدة عن الحد فيجب أن يحقرها ويجب أن يتجاهلها، أخي موضوع الفراغ يجب أن تتغلب عليه، الواجبات أكثر من الأوقات، فما الذي يجعلك تعيش الفراغ أخي الكريم، رتب وقتك، وأحسن إدارتها وسوف تجد أنك ليس لديك هناك أي فراغ، تجنب السهر، نم نوماً ليلياً مبكراً، استيقظ مبكراً، أدي صلاة الفجر وتبدأ يومك، والتمارين الرياضية الإحمائية بعد صلاة الفجر ممتازة جداً، بعدها تذهب إلى العمل، ثم تعود من عملك تتواصل اجتماعياً، رفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تقرأ، تصلي مع الجماعة، تكون شخصاً فعالاً في أسرتك، باراً بوالديك، ولديك طموحات، والتطوير المهني على مستوى المهنة، اكتساب المزيد من المؤهلات أو الخبرة العملية كل هذه مفيدة للإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً