الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحذير الفتاة من التعرف على الشباب عبر الإنترنت والانصياع لطلباتهم

السؤال

تعرفت على شابٍ عن طريق النت وأنا فتاة ملتزمة بالحجاب الكامل، وهذا الشاب غير ملتزم بالصلاة، ‏ولقد عرض علي الزواج ولكني رفضت بشدة، وحاولت إقناعه بأنه فقط أخ، وحاولت أن أدعوه إلى ‏الهداية، وذلك بأن قلت له: كيف أتزوجه وهو على هذه الحال؟ فأخبرني بأنه إذا تم شيء بيننا فسوف ‏يستقيم، ولكني لا أعلم بماذا أرد عليه، هل أوافق أم أرفض طلبه، مع العلم بأنه يطلب مني طلبات أعتبرها ‏غير لائقة بفتاةٍ مثلي، مثل طلبه أن نتقابل بالخارج.‏

أنا حائرة في أمره، مع العلم بأني لا أؤمن بعلاقات الإنترنت، ولكن هذا الشاب شدني إليه ولسبب لا ‏أعلمه.‏

شكراً لكم.‏

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظك ويسددك، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شرور النفس، ومن مضلات الفتن.

فإن الاستقامة هي أولى خطوات الطريق الصحيح، وينبغي أن تقطعي علاقتك به حتى يعود إلى صلاته وصوابه، واحذري من الاستجابة لطلباته، وابتعدي عن الذئاب، واعلمي أن الصلاة هي الميزان لدين المسلم في الدنيا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، ولا خير في رجل لا يسجد لله، والصلاة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل.

ولا يفوتني هنا أن أحذر فتياتنا الصالحات من مخاطر الإنترنت، وما أكثر الضحايا، والسعيدة من تتعظ بغيرها، وما أحوج صاحبة الحجاب إلى مراقبة الله والتمسك بآداب السنة وتوجيهات الكتاب.

وأرجو أن تحرصي على عفافك، واتق الله في نفسك وأهلك، واعلمي أن الشيطان يستدرج ضحاياه، وربما كانت البداية بالدعوة والنصيحة، ولكن النهاية هي العار والفضيحة، ولست مكلفة بهداية الشباب ونصحهم، فإن هذا طريق تحفه المخاطر، لأنك تتعاملين مع شباب يتقلب كالحرباء، ويلبس لكل حالة لبوسها فإن وجدوا صالحة مثل لها ورع معروف الكرخي، وحدثوها عن عفة يوسف، وطهر يحيى عليه السلام، وإن وجدوا غافلة مغنية متبرجة حدثوها بآخر الموضات، وبأحسن الألبومات من الأغاني الماجنات، فإذا وصلوا إلى غرضهم السيئ وعبثوا بالأعراض، رموها في القمامة كالعلكة، وبحثوا عن ضحية أخرى.

فكوني يا فتاة الإسلام على حذر، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين الذي يأتي من الأبواب ويلتزم بالسنة والكتاب ويخاف من غضب الجبار يوم الحساب، وإياك وإياك من التوسع معه أو مع غيره في الكلام، فإنه قد يسجل الكلام ثم يهددك بالفضيحة بين الأهل والأعمام حتى يجرك إلى هاوية الآثام، ويجعلك ألعوبة في أيدي اللئام.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً