الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رهاب ضغط العمل هل يحتاج إلى دواء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من رهاب ضغط العمل منذ بداية عملي بعد الجامعة، في أول يوم عمل منذ 9 سنوات حدثت لي نكسة كبيرة جدا، فذهبت إلى دكتور نفسي، وأعطاني (سيروكسات 40، وريميرون 30)، وأصبحت في حالة جيدة، ولكني أصبحت أعاني من ألم شديد في القولون بعد الأكل، وزيادة وزني من (63) كلغ إلى (83)، فأصبح جهي وجسمي منتفخا، ولم أستطع تحمل الأعراض الجانبية أكثر فغيرت الدواء إلى (ويلبوترين) والوزن عاد طبيعيا، ولكن انقطع تصنيعه في مصر فغيرت إلى (سيمبالطا) وأصبحت أعاني أيضا من زيادة الوزن مرة أخرى خصوصا في الليل، ولكن ليس كالسابق حيث أصبح وزني (78) كلغ، ولكن أصبح مع الكوليسترول، وضغط الدم مرتفعا قليلا نتيجة ذلك، ومن وقت إلى آخر تحدث لي نكسات متوسطة حسب ضغط العمل، وتمنعني أحيانا من النوم، وأحتاج مهدئا قويا مثل (كويتيابين)، فما الحل لأنني تعبت كثيرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على تواصلك معنا عبر استشارات الشبكة الإسلامية.

لا شك أن العمل أو المهنة يمكن أن تُسبب بعض الضغوط، إلَّا أننا بشكل عام لا ننصح في علاج هذا الضغط عبر الأدوية النفسية، هناك طُرق كثيرة للتكيُّف مع ضغط العمل والتوتر الذي يمكن أن ينتج عنه، وطبعًا لابد من التعامل مع ضغط العمل، لأنه قد يتطور، ويُسبب ما نسميه بـ (الاحتراق النفسي).

واضح أنك جرّبت عددًا من الأدوية - سيروكسات وغيره - وتنقّلت من دواء وغيره بسبب الأعراض الجانبية.

بشكل عام: ننصح بأن يكون تعيين الدواء أو تغييره من خلال طبيبٍ متخصص.

أيضًا قضية النوم فإننا ليس بالضرورة نُسارع إلى وصف الأدوية النفسية، مثل الـ (كويتيابين) الذي ذكرته من أجل اضطراب النوم.

حقيقة أنصحك أن تعود إلى الطبيب النفسي، تعرض عليه كل شيء، وخاصة قضية ضغط العمل، وكيفية وإمكانية تكيفك معه، فقد يرشد إلى بعض المهارات النفسية للتكيُّف مع هذا الضغط، وأكيد سيُرشدُك إلى أهمية الاعتناء بالهوايات والأنشطة التي تُساعد على الاسترخاء، كالرياضة، والمشي، وغيرها من الأنشطة المفيدة.

وأيضًا سيقوم الطبيب النفسي بمراجعة الأدوية ومعرفة ما يُناسبُك منها، هذا إن احتجت إلى العلاج الدوائي.

أعودُ فأقول: ضغوط العمل لا نُعالجه عادةً بالأدوية النفسية، وإنما بتطوير مهارات الحياة، والاستعانة بآليات الاسترخاء، مثل ممارسة تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة والتنزُّه في آخر الأسبوع مثلاً، وغير ذلك من الأمور.

وأخيرًا: أبارك لك شهر رمضان، ولعلَّك تشعر فيه ببعض الاسترخاء، لما يُوحيه جو رمضان من الهدوء والراحة النفسية، وأسأل الله لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً