الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طالب جامعي وأشكو من احمرار الوجه أثناء الكلام مع الناس.. أريد نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
رمضان مبارك

أما بعد: أنا طالب جامعي في عمر 19 سنة، أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي منذ أكثر من 4 سنوات حيث يصيبني قلق أثناء الـ"بريزنتيشن"، أو عندما يتكلم معي الأستاذ، والمشكلة الكبيرة هي احمرار الوجه حيث يصيبني احمرار شديد حتى جميع أصدقائي لاحظوه ويصيبني مع القلق أو عندما أتحدث مع الجنس الآخر، أو عندما يتم مدحي.

أرجو أن تنصحوني، علما أني مؤخرا ومنذ حوالي 3 أسابيع أتناول دواء شبيها باندرال 40mg ولقد شعرت بتحسن، لكني الآن لا أشعر بالتحسن.

أرجو إعطائي نصيحة خاصة باحمرار الوجه فهو أكبر مشكلة بالنسبة لي.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdelfettah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أخي الفاضل، وأشكرك على تواصلك معنا بطرحك سؤالك هذا.

أنت حقيقة عدتّ بي لسنوات إلى الوراء وذكّرتني عندما كنتُ طالبًا في الجامعة، حيث كنت أشعر بالتوتر والقلق عندما أقف لأتحدث أمام المدرسين والطلبة في الجامعة، فما وصفتَ وكما سمّيته أنت (رهاب اجتماعي)، نحن نسميه (رهاب قلق الأداء)، وهذا القلق (قلق الأداء) يشعر به الإنسان عندما يكون على وشك أن يُقدّم شيئًا أو يعرض موضوعًا أو يتحدّث أمام جمع من الناس، وعادةً يظنُّ الشخص أن الناس يُلاحظون ارتباكه واحمرار وجهه - كما ورد في سؤالك - ولكن في الحقيقة هذا ليس بالضرورة، فقد يُهيأ لنا ويُتخيّلُ لنا أن الآخرين ينظرون إلينا ويلاحظون ارتباكنا، وإن كانت تجربتي أن الناس عندهم ما يكفيهم وما يشغلهم - كما يُقال - فتركيزهم ليس كله عليك، فخفف على نفسك من هذا الجانب.

والأمر الآخر: أن بعض الارتباك أو القلق الخفيف - والذي نشعر به قبل عرضنا للموضوع أو للحديث - له فوائد إيجابية، فإن لم نقلق فقد لا نحضّر بالشكل المناسب، بينما يدفعنا هذا القلق للتحضير وللاستعداد بالشكل المناسب والمطلوب.

ما ذكرت من أنك منذ ثلاثة أسابيع تتناول دواء (إندرال) أربعين مليجرامًا، هذا لا بأس به، حيث إنه يُساعد على ضبط الأعراض الفسيولوجية الظاهرة، قد لا يُخفي أو يُذهب بالشعور بالقلق، إلَّا أنه يبدو يذهب بالأعراض، كشيء من التوتر أو تسرُّع ضربات القلب قليلاً، أو التخفيف من احمرار الوجه، فهذا لا بأس به، على أن تأخذه ساعة قبل وقت الموقف الاجتماعي أو تقديم المطلوب منك في الجامعة.

الذي أنصح به أن تستمر على ما أنت عليه، وتحاول أن تذكّر نفسك أنك من خلال التجربة والممارسة ستختفي هذه الأعراض، الخطأ الذي يقع فيه الناس (أحيانًا) هو أنه بسبب هذا التوتر والقلق يبدؤون يتجنَّبون الحديث والتكلّم أمام الآخرين، وهذا لا يحسّن المشكلة، وإنما يزيدها تعقيدًا، عكس التجنُّب هو المواجهة، فكلّما سنحت لك الفرصة لتُقدِّم وتتحدَّث أمام الآخرين لا تتجنّبها، وبادر إليها، وأقْدِم على ذلك، فإن ذلك سيُخرجُك من هذا القلق والرهاب الاجتماعي.

حفظك الله من كل سوء، ومتّعك بالصحة والعافية، وكتب لك التوفيق والنجاح في دراستك الجامعية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً