الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتوقف عن أخذ أدوية الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا مريض بالوسواس القهري منذ خمس سنوات، وأتناول دواء no dep حبة ونصف صباحا، ودواء medizapin حبة واحدة ليلا، وحاولت التوقف عن أخذ الأدوية ولم أنجح، فكيف أتوقف عنها؟ علما أنني عندما أتوقف عن الأدوية تعود لي الأعراض القديمة،لا تحيلوني إلى أجوبة سابقة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخي الفاضل-، ونشكرك على تواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

نعم سؤالك واضح، أنك تعاني من الوسواس القهري منذ مدة، وأنت تتناول دوائين، الدواء الأول (no dep) وهو من الأدوية التي تمنع إعادة امتصاص هرمون السيروتونين، أي أنه يزيد كمية السيروتونين في الجسم وفي الدماغ، وبالتالي يُعالج الوسواس القهري.

فهمتُ من سؤالك أنك تأخذ حبة ونصف، فبتقديري أن الحبة عشرين مليجرامًا، فأنت تأخذ ثلاثون مليجرامًا في الصباح، وفي المساء تأخذ دواء (medizapin)، وهو من أدوية الـ (أولانزابين Olanzapine)، وغالبًا تأخذ عشرة مليجرامات، تتناولها في المساء.

ويبدو أنك تريد إيقاف الأدوية المذكورة، وكلما حاولت عادت لك الأعراض القديمة، الذي هو الوسواس القهري، فهذا يعني - أخي الفاضل - أنك لا زلت في حاجة للعلاج، فلماذا يا تُرى تريد إيقاف الدواء؟ نعم كل إنسان يتمنّى لو يستطيع إيقاف دوائه لو استطاع، ولكن أيهما أفضل؟ العيش مع أعراض الوسواس القهري والمعاناة الطويلة، أم تناول دواءٍ مرتين في اليوم؟ والإسلام يحض على العلاج في قوله صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله، فإنه ما أنزل الله من داءٍ إلَّا وأنزل له دواء، إلَّا الموت).

وعلى كلٍّ: ربما أنت حاولت سابقًا إيقاف الأدوية كلها دفعة واحدة، فلذلك كانت تعاود لك الأعراض، وربما لو حاولت تخفيف الجرعة بالتدريج لكان الوضع أفضل، ولك أن تبدأ بدواء الـ (medizapin)، وبعد أن تنتهي من تخفيفه بالتدريج، وبعد مدة من إيقافه وعدم عودة الأعراض الشديدة، فانتقل للدواء الثاني الـ (no dep)، وأيضًا بالتدرُّج خشية عودة الأعراض القديمة، أو ظهور الأعراض الانسحابية، وطبعًا أؤكد أن تقوم بكل هذا تحت إشراف الطبيب المعالج ليُوصلك إلى شاطئ الأمان -بإذن الله سبحانه وتعالى-.

وأخيرًا أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد، وأن يُبارك لك ولنا في هذه الأيام الأخيرة من رمضان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً