الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقتي مع زوجي ليست جيدة، أريد النصح.

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة عمري 22 سنة، متزوجة حديثا من شاب يعيش في بلد أجنبي، أمضينا سنة من الزواج ونحن نتواصل فقط من خلال الهاتف، كانت علاقتنا جيدة رغم أننا مررنا بشجارات، ولكننا استطعنا تجاوز كل شيء.

كنت أرى في عينيه أنه يحبني ويهتم بي، انتقلت إلى العيش عنده، وها نحن الآن بعد ٦ أشهر علاقتنا تقريبا قد انهارت، مؤخرا لم يعد ينظر إلي، وعندما تحدثنا قال إن قلبه لم يعد يحدثه بمعاملة أفضل لي، أراه يتعامل مع الجميع جيدا إلا أنا، وهذا يدمر نفسيتي، خصوصا أنني في بلد أجنبي وحدي، بينما هو جل أقاربه معه، حتى أنه في أبسط موقف يفكر بالانفصال، الأمر الذي جعلني أفقد الأمان في العلاقة.

يعلم الله أنني أعامله بأفضل ما يمكن، حتى أنه هو بنفسه يقول لي ذلك، ولا أعلم أين الخلل، إلا أنه ذات مرة أخبرني أنني كذبت عليه بالبداية، عندما لم أخبره أن عندي اضطراب القلق والتوتر، وأن علاقتي بوالدي ليست جيدة.

علاقتي بوالدي كانت جيدة، إلى أن تزوجت وحصلت بعض المشاكل، أما القلق والتوتر فهي لا تؤثر على علاقاتي، إلا إذا تعرضت للضغط الكبير جدا، وهو ما يحصل معي هنا، فعل لي اشياء جعلتني أفقد صوابي.

عندما تحدث بالموضوع يقول: إن قلبه لم يعد كما كان، هو لا يريد حتى أن يقترب مني، لا أفكر بالطلاق، أحبه وأرى فيه الخير الكثير، لو أنه يعود كما كان.

أرشدوني جزاكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أدهم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك وأن يهدي زوجك، وأن يصلح حالكم إنه جود كريم.

أختنا الفاضلة : نتفهم تماما حديثك، والألم الذي لحق بك، ونود منك -قبل نصيحتنا لك- أن تحذري تضخيم خطوات الشيطان في تضخيم المشاكل وإظهارها أكبر من حجمها، فإن هذا دأبه في مثل هذه المواطن أملا في وصول الطرفين إلى اليأس من الإصلاح، وهنا يكون البيت على بركان ساخن تعصف به الريح عصفا، أعاذك الله وزوجك والمسلمين من ذلك.

ثانيا: اعترافك ببعض الأخطاء دليل عافية، فليس هناك أحد خال من الأخطاء، والعاقل هو من يراجع بصورة دورية مواطن الزلل ويجتهد في معالجتها، مع التأكيد على أن أحد أهم مدمرات الحياة الزوجية عدم التطلع على أخطاء الذات في الوقت الذي ااضخم فيه أخطاء الغير ،وهذا أمر خطير من زاويتين:

الأول: أنه يضخم الذات حتى تستشعر الزوجة بعد فترة أن هذا الزوج لا يستحقها وهنا تكون الكارثة.

الثانية: أنه يبغض لها الحياة حتى لتكاد تتوقف عن أي عمل إيجابي بسبب هذا الشعور المتزايد.

ثالثا: حديث زوجك عن أن سبب المشاكل هو الكذبة التي كذبتيها -من وجهة نظره- لا نقتنع بها، لأنك قد ذكرت أن حياة هادئة قد تمت أول الزواج، ولذا لسنا على قناعة تامة بهذا الكلام، وإن كانت عامل مساعد، لكن ربما هناك ما لا يريد أن يخبرك به، وأول طرق الإصلاح الحديث الجاد عن كل المشاكل.

أختنا الكريمة: إذا أردنا إصلاح الحال فلا بد من معرفة جوهر المشكلة عن طريق التصريح لا التوقعات أو التخمينات، وعليه فإننا ندعوك إلى ما يلي:

1- القناعة التامة بأنه لا يوجد بيت بلا مشاكل، ولا توجد حياة بلا منغصات، والعاقل هو من يتعامل مع المشاكل على قاعدة: ما نقدر على إصلاحه نصلحه، وما لا نقدر على إصلاحه نتعايش معه .


2- تعميق علاقتك وزوجك بالله -عز وجل-، والاجتهاد في الابتعاد عن المعاصي، فإن الشيطان أمكن في البيت الذي لا يذكر الله فيه إلا قليلا، كما ننصحك بالمحافظة على الأذكار صباحا ومساء، وقراءة سورة البقرة كل الليلة أو الاستماع إليها، كما نوصيه كذلك بالمحافظة على أذكاره، فالقلب المتغير ربما يكون أحد أسبابه: الحسد أو العين.

3- الاجتهاد في الابتعاد عن العصبية أو ردات الفعل العنيفة، واحملي كلامه في القلق والتوتر على محمل الجد، حتى وإن كنت غيرمقتنعة بذلك، اجتهدي أن تكون هادئة وأن تعالجي الأمور بالصبر والحكمة، ويساعدك على ذلك مع الصلاة والذكر قراءة بعض الكتابات التي تتحدث عن الإيجابية في التعامل مع المشاكل.

4- زراعة الحوار في البيت حتى في مثل هذه الظروف أمر هام، اجتهدي أن تتحدثي مع زوجك، وأن تبرزي له الأمور الإيجابية في حياته، وأن تمدحيه كثيرًا، فإن الرجل أسير المدح.

وهو إذا رآك تمدحينه واعتاد على ذلك منك ربما سيتغير حاله ويبدأ في الحديث معك، ونحن نوصيك إذا تحدث ألا تقاطعيه ولا توقفيه، دعيه يقول ما يشاء ولو كان الحديث كله أخطاء، لأن الحديث في حد ذاته نصف العلاج.

5- توسيع دائرة معارف الزوج لتشمل بعض الصالحين من أهل التدين، فإن الصاحب كما قالوا ساحب.

6- نريدك أن تذكري له أن الحياة الزوجية لابد فيها من مراجعات، حتى نتدارك الأخطاء ونبني على الإيجابيات، ثم تطلبين منه أن يكتب لك كل السلبيات التي يجدها فيك، المهم أن يكون في نفسية صالحة للحديث.

لا تذكري له سلبياته إلا إذا طلب منك، ولا تتعجلي سيطلب منك ولو متأخرا، لكن إن لم يطلب اعلمي أنه يراجع نفسه في ذلك.

إذا طلب منك حصر السلبيات اكتبي في ورقة واحدة على أن تكون ثلثها الأول إيجابيات، والأوسط السلبيات، والأخير حبك له وتقديرك لتعبه.

وأخيرًا: عليك بالدعاء أن يهديه الله -عز وجل-، وأن يصلحه، وأن يشرح صدره، وأن يصرف عنكم الشيطان، ولا تيأسي من روح الله
وفقك الله -أختنا- لكل خير ، والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً