الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج لكن أمي تعارض ذلك بحجة صغر سني.. ما نصيحتكم لي ولها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 18 سنة، أنا من عائلة ملتزمة، والحمد لله عندما كنت بالرابعة عشر من عمري رأيت ابنة صديق أبي كانت محجبة آن ذاك، ولكنها الآن منقبة، ومن عائلة ملتزمة أيضا أصغر مني بثلاث سنوات، أعجبت بها وأحببتها ولم أكلمها بشيء يخل بالشريعة الإسلامية، أو بالآداب أبدا، ولكن كنت عندما أسمع صوتها أشعر بشيء داخلي لا أعرف ما هو وإلى الآن هي لم تتزوج.

أخبرت أمي أن تخطب لي ولم أقل لها من أريد، فرفضت لصغر سني، وهو 19 سنة، وقلة المال الذي أملكه، ولكن أنا والحمد لله أستطيع أن أدير عائلة، فعندي الوعي اللازم من الناحية الشرعية والدنيوية، وقد قالت لي أمي أنت تستطيع تحمل المسؤولية، لكنك صغير الآن.

وقد استشرت طبيب المسالك البولية الذي تعالجت عنده من مرض انحناء القضيب، وقال لي كلما تزوجت أسرع كان أفضل من الناحية الطبية والاجتماعية والشرعية والنفسية، وقد أخبر أخي الكبير بهذا الكلام؛ لأن أبي قد استشهد، وأخي قد أخبر أمي بهذا الكلام، فقالت لي انتظر سنة أو سنتين، وأنا لا أستطيع أن أصبر كثيرا لسببين الأول لأعف نفسي، وأبتعد عن ما يغضب الله سبحانه وأتبع تعاليم الإسلام، والثاني أخاف أن تتزوج الفتاة، فقد سمعت من أكثر من طرف أن هناك عائلة يريدون هذه البنت لابنهم، فما نصيحتكم لي؟ وما نصيحتكم لأمي؟

أرجو منكم جوابا يشفي صدري، وتقرأه أمي فتقتنع.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kodama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يكفنا وإيّاك بحلاله عن حرامه، ونسأله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الزواج ويعفّك.

ثانيًا: ينبغي أن تعلم – أيها الحبيب – أن الزواج تتبعه التزامات كثيرة، أولها الالتزامات المالية، التزام النفقة على الزوجة، وربما على الأبناء والبنات إذا رُزق ذُرّية، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، والباءة تشمل النفقة والقدرة على المعاشرة الجنسية.

وحُسن الإدارة للأسرة والقدرة على قيادة البيت لا يكفي ليكون الإنسان مؤهلاً للزواج إلَّا إذا انضمّ إلى ذلك القدرة المالية، ولهذا نصيحتُنا لك – أيها الولد الحبيب – أن تجتهد في استيفاء واستكمال متطلبات حياتك، فأنت شاب في مقتبل العمر، ينبغي أن تحرص على اكتساب المهنة التي تكسب بها لقمة عيشك واستكمال دراستك إذا تمكنت من ذلك، وتسعى ثانيًا لجمع شيءٍ من المال لتتمكّن من بناء أسرتك.

وإذا استعنت بالله سبحانه وتعالى توجّهت إليه فإنه سيُعينك وييسّر لك الأسباب، وهذا كلُّه أنت أيضًا مكلّف معه بالاستعفاف، والصبر وحبس النفس، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرناه قبل: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) أي: خصاء، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأخذ بالأسباب التي تُقلّل الشهوة، ومن ذلك الصوم، ومنه أيضًا حفظ البصر عن المشاهد المثيرة، وحفظ السمع عن سماع الكلمات المثيرة، والابتعاد عن مخالطة النساء والبنات ما استطاع الإنسان إلى ذلك سبيلاً، فهذه كلها أسباب تُعين الإنسان على التعفُّف والابتعاد عن الوقوع في المعاصي والآثام.

وإذا استطعت أن تُؤدّي بعض الدور المطلوب منك فينبغي أيضًا أن تستعين بمن يُقنع والدتك إذا كان لها القدرة على إعانتك وتيسير الزواج لك، أن تُقنعها بمساعدتك وإعانتك، إذا كانت تقدر على ذلك، ونحن نظنّ أن أُمّك أرحم الناس بك وأشفق الناس عليك، ولن تبخل عليك بما يمكن أن تقوم به حينما ترى أن الأمور مُهيئة، ولذلك هي تنصحك بأن تصبر فترة بسيطة، سنة أو سنتين، لتستعدّ فيهما لإقامة أسرتك وفتح بيتك، وهذا ما نراه نافعًا لك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الأمور، ويعفّك بالحلال، ويُغنيك من فضله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً