الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتحرر من مخاوفي وأكون شخصا يعتمد عليه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ صغري وأنا أعاني من عدم تحمل المسؤولية، فأمي كانت تخاف علي جدا، ودائما كنت معتمدا على الآخرين، ولا أستطيع تحضير طعامي أو غسل ملابسي، ولا أجيد التعامل مع الناس، وليس لدى أصدقاء كثر، وعمري الآن 33 عاما، وأريد أن أستقل بنفسي وأتزوج، وأكون أسرة، لكني لا أعمل بسبب عدم مقدرتي على الابتعاد عن البيت ولا البلدة ولا عن أهلي، ودائما ينتابني القلق والضيق عندما أذهب إلى أي عمل، وأشعر بأني تائه مع الناس الغريبة عني أو في الأماكن الجديدة.

والآن لدي فرصة سفر جيدة إلى بلد غربي، لكني عندما يقترب موعد الرحيل أشعر بأني سأموت، فيصيبني الغثيان والدوخة، ويصبح جسمي ضعيفا جدا ولا أستطيع التركيز في أي شيء.

أنا أريد أن أسافر، وأن أكون مثل بقية الناس التي تذهب بالسنين إلى الخارج دون مشاكل، لكن أنا أشعر كأني تائه ومشتت، فهل أنا مصاب بالعين أم أعاني من حالة نفسية؟ ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- ونشكرك على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية.. لا شك أن طريقة تربيتنا في طفولتنا تترك بصماتها في شخصيتنا وفي أسلوب حياتنا ونحن كراشدين، وهذا يبدو ما حصل معك، حيث أن التربية والتنشئة التي نشئت عليها ربما أحدثت شيئاً من هذا الضعف في الثقة بالنفس، وربما التردد في تحمل المسؤولية.

الخبر السعيد أن الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية عبارة عن مهارات قابلة للاكتساب والتعلم والتدريب، فأنا يمكن أن لا أمتلك مهارة معينة كتحمل المسؤولية إلا أن من خلال التجربة والممارسة العملية تنمو عندي هذه القدرة وهذه الإمكانية.

نعم يبدو أيضاً من سؤالك أن عندك رهبة من الخروج من المنزل والابتعاد عن القوقعة التي تعيش فيها، طالما أنت في هذه القوقعة فستبقى هذه الرهبة مرافقة لك، فلا بد من الخروج ولو التدريجي، إنك تذكر في سؤالك أن لديك فرصة في الذهاب إلى بلد غربي، وأنا أريد أن أقول أن بين البيت وبين البلد الغربي مسافة طويلة، لماذا لا تبدأ -أخي الكريم- ببعض الخطوات البسيطة كأن تخرج من البيت وتبتعد عنه رويداً رويداً حتى تصل إلى الثقة بالنفس التي تريدها، والتي تمكنك من الابتعاد وحتى السفر، فليس هناك ما يمنع من أن تصل إلى هذا بحيث أنك تبتعد عن البيت وعن الأهل، وربما تسافر إلى بلد عربي أو غربي.

على كل سافر إلى بلد آخر، وعش كما تقول في رسالتك كما يعيش بقية الناس، لا أرى أن عندك سبب يمنعك من هذا، ولكن لا بد من الاقتحام الذي هو عكس التجنب، تجنب الخروج وتجنب الابتعاد وتجنب السفر لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها تمكيناً وعناداً، فلا بد أن تبدأ، وكما قال صل الله عليه وسلم "اعملوا فكل ميسر لما خلق له"، أرجو أن تضع في ذهنك الصورة الرائعة التي يمكنك أن تصل إليها من الحرية وإمكانية الخروج والابتعاد والسفر كبقية الناس، وكما ذكرت ليس هناك ما يمنعك على هذا، ادع الله تعالى لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً