الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة التوتر أمام الناس والتصنع في التصرفات

السؤال

أنا شاب أميل قليلاً إلى الانطوائية، ويزعجني في بعض الأحيان أني أكون متوتراً أمام الناس، وتصبح حركاتي مثل الرجل الآلي (يعني أحس أني لا أتصرف على سجيتي أو على طبيعتي )، مع العلم أني أحاول الانخراط مع الناس ولي أصدقاء كثر، ولكن هذه المشكلة تواجهني منذ أمد بعيد.

أرجو إفادتي، وأشكركم على هذا الموقع الرائع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الانطوائية هي في حقيقتها نوع من الانزواء نحو الذات، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين، وهي تمثّل علة أو إعاقة اجتماعية إذا كانت شديدة، ولكن أنت والحمد لله فيما أرى لا تعاني من مشكلة حقيقية، فربما تكون حساساً بعض الشيء، وهذا هو الذي يجعلك متوتراً أمام الآخرين.

لم تصل حالتك إلى درجة ما يعرف باسم الرهاب والخوف الاجتماعي، وفي حالة الخوف الاجتماعي لا يستطيع الإنسان مواجهة الآخرين، ولا يستطيع التحدث على سبيل المثال في أماكنٍ عامة، أو حتى الذهاب إلى المطاعم العامة للأكل فيها، كما أنه يخاف من التجمعات بصفة عامة.

وأرى أن حالتك بسيطة جداً كما ذكرت، ويمكنك التخلص منها بأن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تفكر إيجابياً حول ذاتك، وأن تنظر لنفسك كما تنظر للآخرين أي أنك لست أقل منهم بأي حال من الأحوال، ويمكنك أيضاً أن تقوم بجلسات انفرادية تتأمل فيها أنك جمعاً كبيراً من الناس، أو لديك مناسبة تلزمك استقبال الضيوف، وأن تكون أنت في المقدمة، أو أنه قد طُلب منك أن تخطب في المسجد، أو أن تقوم بإمامة الناس في صلاة الجمعة، وهكذا .

أرجو أن تعيش مثل هذه الأفكار بجدية وقوة وتكررها فهي إن شاء الله سوف تضعف من الحاجز النفسي الذي جعلك تكون متوتراً أمام الناس .

هنالك طرق أخرى، من أهمها ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، فهي أيضاً تؤدي إلى نوع من التفاعل اللإرادي واللا إرادي مع مجموعةٍ من الناس، وهذا يقلل التوتر أمام التجمعات.

توجد الآن والحمد لله أدوية جيدة جداً وفعال تساعد في مثل هذا التوتر، والدواء الذي نصفه لك يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل 5 مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع هذه الجرعة إلى 10 مليجرام، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى 5 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنها، ويمكنك أن تدعم هذا الدواء بعقار آخر يعرف باسم فلونكسول أرجو أن تبدأ تناوله بجرعة حبة واحدة أي نصف مليجرام في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه بعد ذلك.

أرى أنك الحمد لله بخير، وسوف تنتهي منك كل هذه الأعراض إذا اتبعت الإرشادات السلوكية السابقة مع تناول الأدوية التي وصفتها لك، ولابد أن تكون أكثر ثقة في نفسك وأكثر إقداماً.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً